فضحك الأب وقال: كأنك عاشور نفسه في قوته فأسعد نفسك، وأسعد أهل حارتك.
فقال بتؤدة: فلنؤجل الحديث عن السعادة يا أبي.
36
أصبح يتحرك بإلهام القوة والخلود. رسم لنفسه طريقا. تحدى فتوات الحارات ليستثمر فائض قوته. تغلب على العطوف والدراسة وكفر الزغاوي والحسينية وبولاق. كل يوم كان المزمار يزف للحارة بشرى نصر جديد. غدا فتوة الفتوات وتاج القوة والسيادة كما كان عاشور وكما كان شمس الدين.
وسعد الحرافيش مؤملين فيما عرف عنه من كرم وسجايا حميدة، كما انزعج الوجهاء وتوقعوا حياة موسومة بالكبح والعناء.
37
وتاه عبد ربه عزة وكرامة، وراح يبشر في البوظة بالعهد الجديد. إنه يستقبل الآن بالإجلال والإكبار، ويلتف حوله السكارى يتنسمون منه الأخبار، فيقول: رجع عاشور الناجي.
ويفرغ القرعة في جوفه ويواصل: فليسعد الحرافيش، ليسعد كل محب للعدل، سيتوفر الرزق لكل مسكين، سيعرف الوجهاء أن الله حق!
فيسأل سنقر الشمام الخمار: وعد بذلك المعلم جلال؟
فيقول بثقة وثبات: ما طمح إلى الفتونة إلا من أجل ذلك!
ناپیژندل شوی مخ