فابتسمت في دلال، فقال: الحب يصنع المعجزات.
فقالت بعذوبة: لا تنس دوري في صنع المعجزة!
فضمها إلى صدره وهو يهيم من الوجد.
23
وجاء بأبيه ليزور ألفت هانم وقمر. جاء الرجل مفيقا ولكنه بدا كالسكران بنظرته الثقيلة الغائمة، ونبرته المترنحة ورأسه المتقلقل. أدرك أنه يمثل دور الوجيه، وأنه غريب عن ذاته وأحواله. ونظر إلى ألفت هانم بتهيب، وشعر بأنه يتحول من شخص إلى مخلوق آخر، وعجب كيف أنه ملك ذات يوم جمالا يزري بهذا الجمال كله. وقال لألفت هانم: إني كما تعلمين يا هانم، ولكن ابني جوهرة.
فتمتمت ملاطفة: أنت رجل طيب يا معلم عبد ربه.
واهتز لذلك الاحترام الذي لم يحظ بمثله أبدا، وقال مشيرا إلى جلال: إنه يستحق السعادة جزاء بره بوالده.
وضحك ضحكة عالية بلا سبب، وسرعان ما ارتد إلى الوقار مرتبكا.
وعندما غادر الدار هو وجلال، سأله ابنه: لم لم تقدم الهدية للعروس؟
تذكر الهدية التي أعطاه جلال إياها ليقدمها للعروس بيده فلم ينبس، فسأله جلال بضيق: نسيت؟
ناپیژندل شوی مخ