فجاءها الصوت القديم قائلا: عبد ربه الفران.
تحركت أعماقها بالرغبة والغضب معا. هربت من ضعفها متسائلة بحدة: ماذا تريد؟
فقال بنبرة مخمورة متوسلة: لنرجع إلى حياتنا. - مجنون وسكران. - أنا زوجك الوحيد. - اذهب وإلا ناديت الناس.
أغلقت الشراعة وهي تموج بالغضب والمقاومة.
62
تسلل إلى بابها في نفس الليلة جبريل الفص شيخ الحارة. دخل متلفعا بالحذر والخوف، وسرعان ما قال عقب جلوسه مباشرة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولكن لا مفر من إبلاغ الرسالة.
قالت وهي تخمن ما وراءه كما تخمن مخاوفه: هات ما عندك. - حضرة المأمور يطلب يدك!
صدق التخمين. إنه يخشى في الوقت نفسه أن يفطن نوح الغراب إلى دوره. ولكن ما المأمور؟ ماذا يستطيع أن يعطيها إلا اسما ومظهرا فارغين؟
ربما كان عزيز أفضل الثلاثة، ولكن نوح الغراب قوة لا يمكن تجاهلها، وهو أيضا القوة الحقيقية والسيطرة غير المحدودة. - ما قولك يا ست زهيرة؟ - هل يسكت نوح الغراب؟ - المأمور متكفل بأمره!
فقالت بمكر: لي طفلان، دخلي محدود، والمأمور متزوج وأب. - هو أدرى بطاقته.
ناپیژندل شوی مخ