ووثب الفسخاني قائما. تجمع خلق للمشاهدة.
لم يتردد وحيد. انقض على الفتوة، وبكل قوته ضربه بيده المسحورة في عنقه فتقهقر الرجل حتى وقع على ظهره وهو يشهق. خطف وحيد نبوته وضربه على ركبتيه فشله. والتحم مع نفر من أتباعه فجندلهم بقوة وسرعة مذهلتين.
لم ينقض النهار حتى كان وحيد سماحة الناجي فتوة للحارة!
7
عصفت الدهشة بالحارة.
خفقت قلوب الحرافيش بالأمل. اضطربت خواطر الوجهاء بالخوف. حلمت أسرة الناجي بالعرش المضيء. ومضى وحيد ينوه بالحلم الذي رآه، والمعجزة التي أحدثتها يده المسحورة، والثقة الخارقة في النصر التي هونت عليه مجابهة الموت. وسرعان ما أحس حرارة الأمل المتطلعة إليه، وبرودة الخوف المتوجسة منه، ولكنه آثر التمهل والتدبر، فترك الأمور تسير في طريقها المعهود عدا نفحات جاد بها على المعسرين من الحرافيش.
وسأله عمه رضوان: متى تحقق حلم أبيك الغائب؟
فأجابه بحذر: خطوة خطوة، وإلا أفلت زمام العصابة من يدي. - هذه سياسة لا بطولة يا ابن أخي.
فقال بغموض: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
ولم يفقد رضوان الأمل، على حين طال بوحيد التأمل. وكلما مضى يوم تذوق جلال الفتونة، ونعمة الثروة، ومداهنة الوجهاء، وأخذ يستسلم لتيار الإغراء، فتقوى في نفسه نوازع الأنانية، وتضعف أحلام البطولة والعهد. وإذا به يشرع في إنشاء دار خاصة به، ويتمتع بكل جميل وطيب في الحياة، ويولع أكثر بالبوظة والمخدرات، ويتمادى في ممارسة شذوذه حتى خرج به من السر إلى العلانية، حتى قال رضوان لزوجته أنسية: أليس الأفضل أن يكون الوغد من غيرنا!
ناپیژندل شوی مخ