فصدقه وحيد ثملا بسعادة تفوق التصور. وحمل على هودج فراح يشق الحارة بين صفين من الرجال والنساء. ورأى أمه محاسن البولاقية وهي تشير إليه وتقول: اصعد.
فارتفع به الهودج، فحملته الريح إلى خلاء يحدق به جبل أحمر. ووجد نفسه يتساءل: أين الرجل؟
فانحدر عملاق من سفح الجبل وقال له: اثبت في مركز النجاة.
فقال له بيقين: إنك أنت عاشور.
فتناول ساعده ودلكه بدهان قائلا: هذا هو السحر!
6
عندما استيقظ وحيد وجد نفسه مفعما بإلهام. أذعنت له القوة والتفاؤل والنصر. لم يشك في أنه قادر على المعجزة، وأنه يستطيع أن يقفز من سطح الدار إلى الأرض دون خوف من الكسر.
أطاع الريح الهوجاء فارتدى ملابسه ومضى من توه إلى مجلس الفسخاني بالقهوة. رماه بنظرة قاسية وقال له: إني أتحداك أيها المجرم!
رفع الفتوة جفنيه الثقيلين. تصوره مجنونا. رحب على أي حال بالبطش بأحد أشبال الناجي. سأله: مسطول يا ابن القديمة.
فبصق على وجهه.
ناپیژندل شوی مخ