199

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

أيها المتعبون من الدنيا قبل أن يستعيدكم ترابها، ما عهدتكم إلا متشوقين للأرض عاشقين لمتاعبكم منها.

هذه شفتكم تتدلى بشهوة ترابية تعلقت فيها، وهذه نظراتكم تجول فيها خيالات ملذات أرضية لما نسيتموها بعد.

إن على الأرض مبدعات وفيرة بعضها للفائدة والبعض الآخر للتنعم، فأحبوا الأرض من أجل هذه المبدعات، وفيها ما جمع كنهود الكواعب بين ما يفيد الحياة ويبهج الحياة.

أما أنتم أيها المتعبون من العالم، أيها المتكاسلون، فقد حق عليكم أن تدغدغ جلودكم السياط لتشتد عزائمكم وقوائمكم؛ لأنكم إذا لم تكونوا ممن نفدت قواهم فتعبت الأرض منهم، فأنتم ولا ريب من فئة المحتالين المتكاسلين أو من المنتقمين المنقطعين إلى اللذات كالهررة الجشعة الخبيثة. إذا أنتم أصررتم على اختيار الجمود وامتنعتم عن الركض بفرح وحبور، فما لكم إلا أن تتواروا عن الوجود.

لا دواء للداء العقام، هكذا يعلم زارا، فاغربوا إذن عن الحياة.

ولكن الإتيان ببيت الختام في قصيدة أصعب من نظم بيوت جديدة فيها، ووضع حد للحياة يستلزم من الشجاعة ما لا يقتضيه البقاء فيها، وذلك ما يعرفه الشعراء ولا يجهله الأطباء.

18

أي إخوتي، لقد كتب التعب وصاياه كما كتب الكسل وصاياه أيضا، وبالرغم من أن نص كليهما واحد فإن معنى كل منهما يختلف عن الآخر، وهل كالكسل ما يدخل التعفن إلى النفوس.

انظروا إلى هذا الرجل وقد تراخت عزيمته، ولم يبق بينه وبين هدفه إلا قيد شبر واحد، ولكن التعب أضناه، فأصبح وهو الجسور المقدام منطرحا على الرمال متبرما حانقا.

ها هو ذا يتثاءب من لغبه، وقد سئم الطريق والأرض والهدف حتى سئم نفسه، فهو لا يريد أن يخطو خطوة واحدة بعد.

ناپیژندل شوی مخ