200

داسې وویل زرادشت: کتاب په ټولو او هیڅ کې د ټولو لپاره

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

ژانرونه

إن الشمس ترشقه بسهامها وقد دارت به الكلاب متحفزة؛ لتلغ ما تصبب من عرقه وهو لا يزال ممددا ممنعا بعناده مفضلا على النهوض أن تنثره الشمس رمادا.

يا للغرابة أن يفنى الإنسان وهو على قيد شبر من هدفه! تقدموا وجروا البطل بشعره لإبلاغه الجنة التي تاق إليها.

ولكن لا! خير لهذا الرجل أن تدعوه حيث انطرح ليأتيه الوسن المعزي ويتساقط عليه الرذاذ المبرد من السحاب.

دعوه يغط في نومه إلى أن ينتبه لنفسه، إلى أن يتغلب وحده على التعب وعلى كل ما علمه أن يتعب.

ولكن اطردوا من حوله الكلاب الخبيثة الكسولة وأسراب الذباب المالئة جوه بالطنين، وما هي إلا أرهاط المثقفين المتغذين مما تنضحه رءوس الأبطال.

19

إنني أرسم حولي خطوطا وأنصب التخوم حدودا مقدسة؛ لذلك يتناقص عدد من يتسلقون الجبال معي كلما ازددت ارتفاعا نحو الذرى، فحاذروا يا إخوتي، في أي مرتقى أن يندس بينكم الطفيليون، إن الطفيلي حشرة تتغذى من كل خلية عليلة فيكم، فهي تهتدي بالغريزة إلى مواطن ضعفكم وتدرك بسليقتها الزمن الذي تهي فيه عزائمكم، فلا تلبث أن تعشش في مكامن استيائكم ووهن معزتكم.

إن مثل هذه الحشرة لا تتخذ مقرها الكريه إلا في مكامن الضعف من الأقوياء وفي مواطن الإشفاق من النبلاء، وحيث تلوح لها علة حقيرة لعظيم فهنالك تتخذ مسكنا لها.

إن أدنى فئة وأحطها في أي نوع إنما هم الطفيليون وما يغذي هذه الفئة الدنيئة إلا أرفع فئة وأشرفها في ذلك النوع، وكيف لا يتراكم العدد الأوفر من الطفيليين على نفس طال سلمها فطال المدى بين أحط مدرج وأعلى مدرج فيها.

كيف لا يتراكمون على نفس رحب مداها؛ فتراكضت فيه تائهة مستسلمة للطارئات، على نفس تستغرق في آتي الزمان وتندفع إلى أغوار الإرادة والشوق، على نفس تفزع من ذاتها وتفزع إلى ذاتها مندفعة منجذبة في أفسح دائرة وأبعد مجال، على نفس تناهت في الحكمة فراودتها على مهل طلائع الجنون، وتلك هي النفس التي أحبت ذاتها فوق كل حب فبدت فيها مصاعد ومنازل لكل الأشياء، واتسعت لكل جزر ومد فكيف لا تعلق بأكبر النفوس أحقر فئات الطفيليين ...

ناپیژندل شوی مخ