وإذا هو لعاب الشمس يسيل من ثقب،
7
في سقف الجب، وهو يتموج بأنواع الجراثيم، تموج الماء بالهشيم،
8
فخلت أن عجوز الفلك الدوار - أريد بها شمس النهار - خشيت أن تضل في ظلمة هذه المفازة، فاتخذت لها من لعابها عكازة، تتوكأ عليها للاهتداء، وتدب بها في هذا العماء، فمسحت على بصري، وأحدقت بنظري، فأبصرت وماذا أبصرت، ونظرت وماذا نظرت:
ما إن سمعت ولا أراني سامعا
أبدا بصحراء عليها باب
نعم رأيت فضاء متسعا تراكم فيه من الأوراق الرثيثة والدفاتر البالية، مثل الربى الشاهقة والأكمات العالية، غير أن هذه تثمر وتجني، وتلك تعث وتبلى، هذه تكون مخضرة مخصبة، إن جادها الحيا أينعت بالغض من النبات، وتلك سوداء مجدية، إن بللتها الرطوبة اهتزت باليابس من الحشرات:
فالأرض تبسط في خد الثرى ورقا
كما تنشر في حافاتها البسط
ناپیژندل شوی مخ