والريح تبعث أنفاسا معطرة
مثل العبير بماء الورد مختلط
وهذه بسطت فوق الثرى ورقا
لكنه للبلى والعث منبسط
وريحها تورث الأسقام ناشقها
كأنه من تراب القبر يستعط
9
وما لبث أن استبان ليشخص الكاتب المرافق لنا، في لمحة ذلك السنا، فإذا هو قصير القامة، كبير العمامة، ذو وجه مقنع بالاصفرار، وعين مكتحلة بالاحمرار، وقد طوى من خلفه الجبة، ورفعها على ظهره كالجعبة، وفي حزامه دواة من نحاس أصفر، وبين طيات العمامة أوراق بالتواريخ «والنمر»، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، وقلت لذلك الغلام اللئيم:
عيسى بن هشام :
هلم بنا أيها المراوغ إلى الباب لنعود إلى ضياء الحياة فقد يئست من أمرنا، وأنى لهذا الكاتب أن يهتدي للبحث في هذا اللج القامس،
ناپیژندل شوی مخ