95

حديث عيسى بن هشام

حديث عيسى بن هشام

ژانرونه

وليس معي من فضة ولا ذهب، ولا من شيء يستلب أو ينتهب، فقهقه الفاجر ثم أقسم بالله وثنى بالطلاق، أننا نسير في أمان بين غرائر الدفاتر ولفائف الأوراق،

5

وقال: كن آمنا مطمئنا على نفسك، وسترى الحقيقة بعيني رأسك، وما كاد الشقي يتم لي هذه العبارة، حتى عثرت قدمي في لفافة فوقعت على غرارة، وإذا بصائح يصيح من تحتها متبرما متأففا، ويقول لي متغطرسا متعجرفا: ما هذه الغشاوة يا عديم الإبصار، ونحن لا نزال في أديم النهار؟ فقمت متثاقلا متساندا، وقلت في نفسي منشدا:

دجى تتشابه الأشياء فيه

فيجهل جنسها حتى يصيحا

ثم تأملت فإذا أنا بخيال ينفض الغبار عن رأسه ولحيته، بذيل مئزره أو جبته، فتولاني الخوف والوجل، وقلت: من الرجل؟ فقال الغلام: كاتب من كتبة «السجلات»، ينبش عن أوراق في «سجل الأيلولات»، فقلت: وكيف يهتدي لذلك، وسط الظلام الحالك، فقال: أولئك قوم اعتادوا العمل مع احتجاب الضياء، فصاروا كالخفاش يبصرون في سواد الظلماء:

ولو سار كل الورى هكذا

لما حسد العمى من يبصرون

ثم انعطفنا من ذات اليمين إلى شبه قاعة، يلوح فيها من الضوء مثل جناح يراعة،

6

ناپیژندل شوی مخ