فنجم نفاقه- أي: ظهر- ونزلت فيه سورة (المنافقون) .
ولمّا دنا ﷺ من (المدينة) تخلّفت عائشة ﵂ عن الجيش ليلا في قضاء حاجة لها، فرحلوا هودجها ولم يشعروا بها، فقال فيها أهل الإفك ما قالوا، ونزلت عشر الآيات من سورة النّور:
إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [سورة النّور ٢٤/ ١١] .
وفيها-[أي: السّنة الخامسة]-: كانت وقعة الخندق- وهي الأحزاب أيضا- في شوّال سنة [خمس] «١» بعد غزوة (بدر) الصّغرى، وكان المشركون فيها أحد عشر ألفا، واشتدّ الحصار على أهل (المدينة)، وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ [سورة الأحزاب ٣٣/ ١٠] كما حكى الله عنهم، وكانت مدّة الحصار نحو شهر، ثمّ كشف الله عنهم بما ذكره في قوله: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْها [سورة الأحزاب ٣٣/ ٩]، ونزلت سورة الأحزاب.
ووقع في أيّام (الخندق) ما وقع من معجزاته ﷺ الباهرة، كحديث الكدية «٢» - بضمّ الكاف- الّتي اعترضت، فهدّها النّبيّ ﷺ بالمعول.
وحديث جابر حيث دعا النّبيّ ﷺ خامس خمسة/ إلى عناق «٣» وصاع من شعير، فأشبع من ذلك جيش الخندق كلّه؛ وهم ألف فأكثر.
وحديث أبي طلحة حيث بعث أنسا بأقراص تحت إبطه فأشبع منها ﷺ ثمانين رجلا جياعا.
_________
(١) في المخطوط: أربع.
(٢) الكدية: قطعة صلبة غليظة، لا تعمل فيها الفأس. (النّهاية، ج ٤/ ١٥٦) .
(٣) العناق: الأنثى من أولاد الماعز ما لم يتمّ لها سنة. (النّهاية، ج ٣/ ٣١١) .
1 / 68