فصلّوا صلاة الخوف.
ولمّا قفل ﷺ منها- أي: رجع- نام تحت/ شجرة وقت القيلولة، وتفرّق عنه النّاس، وعلّق سيفه بالشّجرة، فهمّ غورث بن الحارث بقتله به، فعصمه الله منه، ونزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ [سورة المائدة ٥/ ١١]، في ذلك أو في قصّة بني النّضير «١» .
وفي السّنة الرّابعة «٢»: بلغه أنّ بني المصطلق من خزاعة أجمعوا لحربه، فخرج ﷺ إليهم حتّى لقيهم ب: (المريسيع) «٣» - مصغّرا بمهملات- وهو ماء لهم من ناحية (قديد) «٤» - مصغّرا بقاف ومهملة مكرّرة- وهو مكان بين (مكّة والمدينة)، فهزمهم، وسبى أموالهم وذراريّهم، واصطفى منهم أمّ المؤمنين جويريّة بنت الحارث المصطلقيّة ﵂.
ولمّا قفل ﷺ منها ازدحم المهاجرون والأنصار على ماء.
وكان من أمر عبد الله بن أبيّ ابن سلول ما كان من قوله: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [سورة المنافقون ٦٣/ ٨]،
_________
(١) قال القشيري: وقد تنزل الآية في قصّة، ثمّ ينزل ذكرها مرّة أخرى لادّكار ما سبق.
(٢) قلت: ترجّح أنّها في السّنة الخامسة. والله أعلم.
(٣) المريسيع: قرية من قرى وادي القرى وهو من ناحية قديد إلى الشّام، (الزّهر المعطار، ص ٥٣٢) .
(٤) قديد: في الجنوب الشّرقي عن رابغ، تبعد عنها بمرحلة وربع (سبعة وعشرون ميلا) . ويسكنها بنو زبيد، وبها عيون ونخيل وبساتين، وبقربها إلى جهة البحر كان صنم (مناة) منصوبا.
1 / 67