الحمد لله وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما فهمت أكرمك الله ما ذكرت وفي كتابك ما لخصت مما اتصل بك من كتب بعض أهل بيتي أطال الله بقاهم وأصلحهم وهداهم [669] وما صرحوا به أنفسهم، وتكلموا به مما ليس للحق بداع ولا لحججه بقاطع، ولو أجروا ذلك في إيان مشايخهم رضي الله عنهم ونضر وجوههم لعابوا ذلك عليهم وما رضوا به من فعلهم، ولقد كانوا يسمعون كلامهم فينا، ويشاهدون إنصافهم وتقديمهم لنا وقولهم بالحق فينا لا يستحلون غيره ولا يستجيزون سواه فالله نستعين على أمورنا وما نقاسيه من دهرنا، فلست مستجيزا فيهم ما استجازوا فينا، منع من ذلك خوف الرحمن، وتلاوة القرآن، ومجانبة الشيطان، وصلة الأرحام، ورتق الإسلام، وما أنا ممن يقرظ نفسه كما يقرظون، بل الله يزكي من يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة، ولست ممن يبني أمريه على هوى، ولا ينقاد إلى زهرة الدنيا، ولا يبيع آخرته بالأولى، ولا يجري في لعب ولا منى، وإنما يطلب الطاعة لله سبحانه في ما سر وشاء من جميع الأشياء، ومن عامل ربه قصرت خطاه وترك هواه وانقاد سلسا لحكم مولاه، فأما ما يلظ به بعض أهل بيتنا من الكلام الذي يظهرونه فينا مما غيره أحسن بهم وأقرب إلى ربهم فلن يجدوا فينا هم ولا غيرهم -ولله الحمد- أبدا عيبا ولا مقالا، فلقد ركبوا في أمرنا الشاذ، وغاروا فينا الأعماق.
شرح الشاذ الغليظ من الأمور، وغاروا فينا الأعماق، فالغور الغوص، والأعماق البعد.
لغير سالف مكروه سبق، ولا مفظع منا اغتبق، إلا البر المتتالي، والحفظ لهم في كل أحوالي، وما اعتدوا مني قطيعة اخترعتها، ولا تحفظ لفظ بكلمة أسديتها.
معنى اخترعتها أي ابتدعتها، ومعنى أسديتها؛ أي قدمتها.
وما جميع ما يكتبون به إلا كاللآل الذي لا حقيقة له عند فحصه، وما هو عند الحجج إلا كالدقق لدا الهوج أو كالعثير إذا تفرق واضمحل.
مخ ۱۹۱