اللآل فهو السراب الذي إذا أبصره المبصر ظنه ماء [670] فإذا جاءه لم يجده شيئا، ومعنى الدقق فهو دقيق التراب، والعثير فهو العجاج الذي تثيره الرياح، وكذلك يقول: رؤبة العجاج في قطع الال وهبوات الدقق.
وإن هذا الشذا الذي يبلغنا منهم قد سمق، فنحن نعانيه جرعا بالقيل والجاشريه وفينا المحتمل.
معنى سمق أي طال، وفي ذلك يقول الشاعر:
مستأنف الأعشاب من روض سمق
ومعنى الشذا فهو الأذى، قال الشاعر:
شذا به عنها شذا الربع المستحق
والجاشرية شرب السحر، قال الشاعر:
وندمان يريد الكأس طيبا ... سقيت الجاشرية أو سقاني
والقيل: شرب نصف النهار في القايلة.
قد صار لنا هيا وجيا، واغلنكس علينا، وإني لهم لنعم الكالي والوهواه، وإن صدري في الاحتمال والصبر لمثل القرقوس الآمق.
الهيا والجيا: الطغام والشرار، قال الشاعر:
وما كان على الهيا والجيا امتداحيكا
ولكن لقضاء الله إذ بينه فيكا
معنى اغلنكس: تراكم، ومعنى الوهواه المشفق، وفي ذلك يقول روبة:
مقتدر الصنعة وهواه الشفق
والقرقوس فهو القاع الأملس الممتد، وفي ذلك ما يقول:
هل يستوي عبدك مرقى عدق ... وراكب يهوي بقرقوس أمق
ولا يأضم على ذوي الأرحام إلا معاندا ومسلوس وحاش لله أن يكون ذلك من شيمي ولا ينحذق عن ذوي الأباصر مرسى.
المسلوس فهو المجنون، قال روبة يصف حمار الحوش:
أخفت كالمحلج من طول القلق ... كأنه إذ راح مسلوس السمق
يعني النظر في التلفت، والأضم فهو الحقود المكايد، ومعنى لا يأضم لا يحقد على أقاربه وفي ذلك يقول الشاعر:
وجاهل يبدي علينا إضمه
معنى وينحذق فهو ينقطع، وفي ذلك يقول جدي القاسم [671] بن إبراهيم عليه السلام:
داق المحل بعيد الأنس أسلمه
يد الشفيق فحبل الود منحدق
وأما الأباصر فهي الأرحام، قال أبو طالب بن عبد المطلب لقريش:
وتحتلبوا حربا عوانا وتقطعوا
مخ ۱۹۲