واعلم ان الاترج من الثمار التي لا تحمل ان يشمر لها فرع من فروعها الا ما قام فى اصولها مقدار ثلاثة اشبار لا اكثر وما زاد على ذلك فلا يمس بحديد ومتى شمرت فوق ما حددنا دخل عليها الضرر والفساد، وذلك ان الاترج زرين فيحتاج ان يترك بعضه على بعض ويغطى بعضه بعضا، فلا تجد الشمس اليه سبيلا فبهذا ترق بشرته وينحل لحمه ويلذ طعمه ان شاء الله
فصل فى غرس النارنج واتخاذه من زريعته،
ووجه العمل فى زريعته ان يسلك به الطريقة التي ذكرناها فى زريعة الاترج حرفا بحرف غير ان زريعة النارنج تزرع فى شهر يناير ويكون نباتها فى مارس ويكون سقيها ثلاث مرات فى الجمعة ويجعل القصارى فى مكان يكنها عن المطر ويكون ذلك الى ان يتم له عام ثم ينقل الى قصارى اخرى على حسب ما ذكرنا فى زريعة الاترج ولا يوخذ من النارنج وتد ولا نامية ولا غير ذلك ولا يتخذ غرسه الا من زريعته وهو من الثمار التي لا يسقط ورقها وفيه منافع نذكر بعضها:
من ذلك ان النارنج حار يابس قوى فى مواده التي تكون واذا قشر النارنج تقشيرا رقيقا وقطع ذلك القشر وجعل فى قدر مزجج وطرح عليه نصف رطل من الزيت العذب بقشر نارنجة فما زاد فبحساب ذلك وتوضع الآنية فى الشمس فى فصل الحر اربعين يوما فان هذا الزيت ينفع المخدور وصاحب الريح اذا تداهن به فى الحمام وعند الشمس الحارة وادمن عليه فانه يبرأ باذن الله تعالى. ومما يعالج به ثمار النارنج اذا اعتل وتحير وتوقف ان يأخذ الرماد الاسود ورماد الحمام وشبهه ويكشف عن اصول الثمرة ويجعل عليها من الرماد الموصوف على قدر ويرد التراب عليها كما كان اول مرة فانها تصلح وترجع الى ما كانت عليه اول مرة من الغضارة والتنعم وقد تعالج ايضا بان يجعل عند اصولها شىء من دم المعز فان عدم فدم ابن آدم مثل دم المحاجم والفصد وما اشبهه ان شاء الله تعالى
مخ ۸۲