فصل: وينبغى لمن اراد فتح بير فى جنة ان ينظر الى الموضع المرتفع فيها وينقى ان كان يقرب من باب الجنة، فان كان كذلك فهو احسن واصون للجنة، واما ارتفاع البئر فان ماءها يصل سريعا الى اسفل الجنة واما قربها من الباب فان كل من يدخل الى الجنة ممن يرد عليها انما يقصد الى المكان الذى فيه الماء فان كانت عند الباب لم يتجاوزها الا لضرورة او حاجة
فاذا كانت الجنة على نهر فالوجه ان تفتح البير على مقربة من النهر وينسرب ماء النهر الى تلك البير فالفائدة من ذلك انه لا ينقص البير الا بنقصان النهر وحبلها ابدا موزون لا يزاد فيه ولا ينقص لان النهر يمدها وان كانت البير غير مسربة الى النهر، فان حبلها يزيد وينقص وتنكسر القواديس فيها من اجل ذلك وقد يحتال لهذا البير فلا تنكسر قواديس، ووجه ذلك ان يدخل فى قاع البير لولب مكسور الاحرف املس ويكون فى طرفه منخسان من حديد وتكون المواضع التى تجرى فيها المناخس فى لوح يكون فى سعة شبر وارتفاعه مقدار القامة قد انزلت فى تلك المواضع خرزات من حديد ليكون جرى اللولب فيها سريعا يتحرك باقل شىء يمسه، ويجعل فوق اللولب عوارض كعوارض السلم من اللوح، ويشد بالضرب حتى لا يتحرك بوجه ويدخل حبل السانية من تحت اللولب ويضم اليها ضما جيدا ويستوثق منه الا يترك فاذا تحركت السانية تحرك اللولب بحركتها، فبهذا العمل تسلم القواديس ولا تنكسر بوجه من الوجوه ان شاء الله
مخ ۱۷۴