لله فيك عناية تكفي بها ... عن حسن تدبير وحسن كلام
وسعادة محجوبة تغنيك عن ... إثم اليدين وباطن الأقدام
من لم ينل ما نلت من طيب الثنا ... لليدر ما للمجد من إعظام
وإذا أحب الله عبدًا صالحًا ... أثنى بنو سام عليه وحام
صلى الإله عليك غير مودع ... وسقى ثرى أبويك صوب غمام
وحباك عن هذا الصنيع مثوبة ... كالأرض والسماوات والأجرام
وكجنة الرضوان لا طلل بها ... يشجي ويبكي عروة بن حزام
ترضيك في بدء بدون نهاية ... ونهاية تزهى بحسن ختام
تقريظ قاضي تونس سابقًا، وشيخ الإسلام للمالكية حالًا بالديار التونسية، وصدر أعيانها الشريف العلامة النظار البابغة سيدي الطاهر بن عاشور، أمتع الله به وبتآليفه الإسلام، ونصه:
الحمد لله الذي قيَّض لهذه الأمة نوابغ علمائها، وأضاء بهم أفق مجدها، ومحجة هديها، فكانوا نجوم سمائها، يتعاقبون بالظهور مغربًا ومشرقًا، فما انقضَّ كوكب إلّا بدا نظيرها متألقًا، ومن أبهر الكواكب التي أسفر عنها أفقنا الغربي في العصر الحاضر، وكان مصداق قول المثل: "كم ترك الأول للآخر" الأستاذ الجليل والعلامة النبيل، وصاحب الرأي الأصيل، الشيخ محمد الحجوي، المستشار الوزيري للعلوم الإسلامية بالدولة المغربية، فلقد مدَّ للعلم بيض الأيادي بتآليفه التي سار ذكرها في كل نادي، ها هو اليوم قد عززها بكتاب سماه: "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي" كتاب طالعته مليًا، فوجدت سماه باسمه حريًا، وأعجبت بعرضه وتحريره، واستخلاصه من دلائل علم الفقه ومقاصده، وتاريخ الإسلام وتراجم رجاله، ورأيت منه ما لا يأتي مثله إلا لعالم روي من منابع الشريعة المختلفة المذاق بزلالٍ تنزه عن التكدر والامتذاق، حتى صار رأيه من فكره درًّا معينًا، ثم تبرزه الأقلام من أنامله درًّا ثمينًا، فلله درَّه ودرِّه، ومنه الرجاء أن تكثر آثار مؤلفه ويطول عمره.
وكتب محمد الظاهر بن عاشور، في ٥ ربيع الثاني سنة ١٣٤٨
1 / 28