تعريف الصحبة في الاصطلاح
ثم ذكر الشيخ مذاهب بعض العلماء في تعريف الصحبة كأحمد والبخاري والواقدي وقد سبق أن ذكرنا أقوالهم وأقوالا أخرى لهم تتعارض مع تلك الأقوال، وسردنا أقوالا لعلماء آخرين بل صحابة وتابعين لم يورد أقوالهم الشيخ ولم يرد عليها أو يجيب عنها، ولا أدري لماذا أغفلها.
بل قول الواقدي الذي أورده الشيخ يشترط (إدراك الحلم) ولا يشترطه البخاري ولا أحمد.
ثم رد الشيخ على ما قيل من اشتراط الأصوليين لطول المصاحبة والملازمة بقوله (تقدم أن الذي دل عليه القرآن والسنة هو خلاف هذا القول) أه.
قلت: وقد تقدم في التعقيب على أدلة الشيخ وفقه الله بأنه في سرده لتلك الأدلة لزمه إدخال صحبة الكفار من حيث لا يدري كل هذا من باب العاطفة أو العجلة في إدخال كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصحابة.
ثم قول الشيخ: لو أردنا أن نأخذ قولا بلا دليل لأخذنا بقول أهل الحديث يعني من غير دليل.
قلت: وهذا منهج نظري جيد من الشيخ وهو ما تعودنا عليه منه أنه لا ينصر قولا لأهل الحديث لمجرد أنه قولهم وإنما لأنه يرى أن أدلتهم أقوى.
وكل طائفة سواء كانوا فقهاء أو محدثين إذا تعودوا على مدح منهجهم وأكثروا من القراءة في مدح مذهبهم ألجأهم هذا إلى التعصب لمذهبهم والغرور بذلك مع القصور في معرفة فضل وأدلة الفريق الآخر.
ثالثا: أما قوله (ص19) بأن الأصوليين لم يتفقوا على اشتراط طول الملازمة؛ فهذا صحيح وقد ذكرناه كما أن المحدثين أيضا لم يتفقوا على الاكتفاء بمجرد الرؤية وقد سبق ذكر أقوالهم مفصلة في كتابنا (الصحبة) ولا داعي للتكرار هنا.
ثم نقل أقوال الآمدي وأبي يعلى وابن حزم وأطال في قول ابن حزم وأطال أكثر في سرد كلام ابن الوزير ، ثم بين ص24 أنه نقل هذه النصوص على طولها لأن (فيها ردا واضحا على من اشترط في الصحبة طول الملازمة).
مخ ۷۲