قلت: ابن الوزير وابن حزم ممن يذم بعض الصحابة كالوليد بن عقبة وبسر بن أبي أرطأة ومسرف بن عقبة والحكم وهيت وغيرهم (وقد نقلنا بعض أقوالهم هناك) وأنتم لا تفعلون ذلك.
أما طول الملازمة فلا تكفي وحدها في الصحبة إن لم يقترن هذا الطول بحسن صحبة، فعبدالله بن أبي كبير المنافقين أكثر ملازمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من خالد بن الوليد لكن خالد مسلم صحيح الإسلام وعبدالله بن أبي منافق.
ويبدو من خلال سرد الشيخ لهذه الأقوال أنه إلى الآن لم يفرق بين الاستعمالات اللغوية والعرفية والشرعية ولن أكرر ما ذكرته في كتاب الصحبة.
وقد نقل الشيخ أن اللغة تطلق الصحبة على من صحب قليلا كان أو كثيرا؟
قلنا: اللغة أيضا تجيز إطلاق الصحبة على الكافر والمنافق فهل تدخلونهم باللغة في الصحابة؟ والدليل على ذلك أنه يجوز لغة أن أقول: صحبت فلانا الكافر من مكان كذا لمكان كذا...
فإن قلتم: نحن لا نعتبر الكافر صاحبا ولا المنافق.
قلنا: خالفتم اللغة.
فإن قلتم: الشرع أولى بأن نحتكم إليه من اللغة.
قلنا: هذا الذي قلناه لكم أولا.
مخ ۷۳