Fatawa al-Salah
فتاوى الصلاة
پوهندوی
عبد المعطى عبد المقصود محمد
خپرندوی
مكتب حميدو
ولهذا قال ابن عمر لغلامه نافع لما رآه يصلي حاسراً: أرأيت لو خرجت إلى الناس كنت تخرج هكذا؟ قال: لا. فالله أحق من يتجمل له. وفي الحديث الصحيح لما قيل له - ﷺ - الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً. فقال: «إن الله جميل يحب الجمال»(٣).
وهذا كما أمر المصلي بالطهارة والنظافة والطيب، فقد أمر النبي ﷺ أن تتخذ المساجد في البيوت، وتنظف، وتطيب، وعلى هذا فيستتر في الصلاة أبلغ ما يستتر الرجل من الرجل، والمرأة من المرأة. ولهذا أمرت المرأة أن تختمر في الصلاة(٤)، وأما وجهها ويداها وقدماها فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك للأجانب(٥)، لم تنه عن إبدائه للنساء، ولا لذوي المحارم.
فعلم أنه ليس من جنس عورة الرجل مع الرجل، والمرأة مع المرأة، التي نهي عنها؛ لأجل الفحش، وقبح كشف العورة؛ بل هذا من مقدمات الفاحشة، فكان النهي عن إبدائها نهياً عن مقدمات الفاحشة كما قال في الآية: ﴿ذلكم أزكى لكم﴾ وقال في آية الحجاب: ﴿ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن﴾ فنهى عن هذا سداً للذريعة؛ لا أنه عورة مطلقة لا في الصلاة ولا غيرها، فهذا هذا.
وأمر المرأة في الصلاة بتغطية يديها بعيد جداً، واليدان يسجدان كما يسجد الوجه، والنساء على عهد النبي ﷺ إنما كان لهن قمص، وكن يصنعن الصنائع، والقمص عليهن، فتبدى المرأة يديها إذا عجنت وطحنت، وخبزت، ولو كان ستر اليدين في الصلاة واجباً لبينه النبي ﷺ. وكذلك القدمان. وإنما أمر بالخمار فقط مع القميص، فكن يصلين بقمصهن وخمرهن(٦): وأما الثوب التي كانت المرأة ترخيه وسألت عن ذلك النبي ﷺ، فقال: «شبراً» فقلن: إذن تبدو سوقهن، فقال: «ذراع لا يزدن عليه»(٧). وقول عمر بن أبي ربيعة:
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول
(٣) مسلم جـ ١ ص ٩٣ حديث رقم ٩١ عن عبد الله بن مسعود.
(٤) مر بيان ضعف حديث الاختمار في الصلاة ١ هـ.
(٥) الصحيح أن الوجه والكفين من الزينة الظاهرة.
(٦) مر بيان ضعف حديث الاختمار في الصلاة فكل حكم يبنى عليه فهو باطل ١ هـ.
(٧) من جر ثوبه خيلاء النسائي جـ ٨ ص ٢٠٩ الترمذي جـ ٣ ص ١٣٧ اللباس حديث ١٧٨٥.
67