Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
پوهندوی
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
فلا عجب أن يثني عليه علماء عصره أفضل الثناء، وإضافةً إلى ذلك، فقد كان سليم الباطن، حسن الخلق والخُلق، خطيباً بليغاً، حتى قال عنه تلميذه ابن فهد: (لم يخلف بعده مثله)(١).
أما الفقه، فقد برع فيه وفاق شيوخه، وأكثر من التخاريج والفتيا، ولمّا مات كثر الأسف عليه، خصوصاً من طلبة العلم. وأما في الحديث فتكفي شهادة أبيه فيه، فقد جعله ثاني اثنين من بعده، يقصد بعد الحافظ ابن حجر وقبل الحافظ نور الدين الهيثمي، وذلك بسبب اشتغاله في عدد من الفنون(٢)، وقد وصفه بالحافظ، وهو جدير بذلك، فقد أوتي فيه حسن الرواية وعظيم الدراية(٣).
وقال عنه تلميذه التقي الفاسي:
(هو أكثر فقهاء عصرنا هذا حفظاً للفقه، وتعليقاً له وتخريجاً، وفتاويه على كثرتها مستحسنة، ومعرفته للتفسير والعربية والأصول متقنة، وأما الحديث فأوتي فيه حسن الرواية وعظيم الدراية في فنونه)، وقال: (وحدّث بكثير من مسموعاته، وله أمالي كثيرة أملاها بعد والده)، وقال: (وهو كثير الذكاء والمروءة والمحاسن، قاضٍ لحوائج الناس)(٤).
ولا شك أنّ من قرأ كتاب ((الفتاوى)) هذا يدرك هذا الكلام، فإنها مليئة التخريج، عميقة الفقه، وأيضاً فإن مؤلفاته الأخرى تدل على سعة علمه في جميع الفنون، فقد ألف في علوم الحديث وفي الفقه والأصول والتفسير والتراجم، وغيرها من العلوم، وله عدة مشيخات.
(١) ابن فهد، لحظ الألحاظ ص٢٨٩.
(٢) السخاوي، الضوء اللامع ٣٤١/١.
(٣) السخاوي الضوء اللامع ٣٤١/١.
(٤) التقي الفاسي، ذيل التقييد ٣٣٤/١-٣٣٥.
78