30

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

پوهندوی

حمزة أحمد فرحان

خپرندوی

دار الفتح

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۰ ه.ق

(أعلم حرسك الله بعينه التي لا تنام، وركنه الذي لا يُرام، أن الناس بإقليم مصر في الجملة على سبعة أقسام: القسم الأول أهل الدولة، والقسم الثاني أهل اليسار من التجار، وأولي النعمة من ذوي الرفاهية، والقسم الثالث الباعة، وهم متوسطو الحال من التجار، ويُقال لهم أصحاب البَزّ(١)، ويُلحق بهم أصحاب المعايش، وهم السوقة، والقسم الرابع أهل الفلح، والقسم الخامس الفقراء، وهم جُلّ الفقهاء وطلاب العلم، والكثير من أجناد الحلقة(٢) ونحوهم، والقسم السادس أرباب الصنائع والأجراء أصحاب المهن، والقسم السابع ذوو الحاجة والمسكنة، وهم السؤال الذين يتكفّفون الناس ويعيشون منهم)(٣).

(أما القسم الثالث، وهم أصحاب البزّ وأرباب المعايش، فإنهم في هذه المحن يعيشون مما يتحصّل لهم من الربح، فإن أحدهم لا يقنع من الفوائد إلّا بالكثير جداً، وهو بعيد ساعات من يومه ينفق ما اكتسبه فيما لا بدّ منه من الكُلَف، وحسبه ألّا يستدين لبقية حاجته. وأما القسم الرابع، وهم أصحاب الفلاحة والحرث، فهلك معظمهم لما قدمناه من شدة السنين وتوالي المحن بقلة ري الأراضي، ومنهم من أثرى، وهم الذين ارتوت أراضيهم في سني المحل، فنالوا من زراعتها أموالاً جزيلة عاشوا بها هذه الأزمنة، على أن فيهم من عظُمت ثروته، وفخمت نعمته، ونال ما أربى على مُرَاده، وزاد على ما أمّله. وأما القسم الخامس، فهم أكثر الفقهاء وطلاب العلم ومن يلحق بهم من الشهود(٤)،

(١) البَزّ: الثياب، أو متاع البيت من الثياب ونحوها. (الفيروز آبادي، القاموس المحيط ص ٦٤٧).

(٢) عرف القلقشندي في «صبح الأعشى» جنود الحلقة، فقال: (وهم عدد جمّ، وخلق کثیر، وربما دخل فيهم من ليس بصفة الجند من المتعممين وغيرهم بواسطة النزول عن الإقطاعات، ... قال في «مسالك الأبصار»: (ولكل أربعين نفساً منهم مقدّم منهم، ليس له عليهم حكم إلّا إذا خرج العسكر كانت مواقفهم معه، وترتيبهم في موقفهم إليه). صبح الأعشى في صناعة الإنشا ١٦/٤.

(٣) المقريزي، إغاثة الأمة ص٧٣.

(٤) جمع شاهد، وهو الذي يشهد بمتعلقات الديون نفياً وإثباتاً (القلقشندي، صبح الأعشى ٤٦٦/٥).

28