Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
پوهندوی
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
والكثير من أجناد الحلقة ومن شابهم ممن له عقار أو جارٍ من معلوم سلطان أو غيره، فهم ما بين ميتٍ ومشتهي الموت لسوء ما حلّ بهم. وأما القسم السادس، فهم أرباب المهن والأجراء والحّمالين والخدم والسواس(١) والحاكة والبناة والفَعَلة ونحوهم، فإن أُجَرَهم تضاعفت كثيراً إلّ انه لم يبق منهم إلا القليل لموت أكثرهم، بحيث لم يوجد منهم الواحد إلّا بعد تطلّب وعناء. وأما القسم السابع، فهم أهل الخصاصة والمسكنة، ففنيَ معظمهم جوعاً وبرداً، ولم يبقَ منهم إلّا اقل من القليل(٢).
وأما أخلاقهم، فقد قال المقريزي عنها:
(وأما أخلاقهم، فالغالب عليها اتباع الشهوات، والانهماك في اللذات، والاشتغال بالتُّرَّهات(٣)، والتصديق بالمحالات، وضعف المرائر والعزمات، ولهم خبرة بالكيد والمكر، وفيهم بالفطرة قوة عليه وتلطّف فيه، وهداية إليه، لما في أخلاقهم من الملق والبشاشة التي أربوا فيها على مَن تقدّم وتأخر، وخُصّوا بالإفراط فيها دون جميع الأمم، حتى صار أمرهم في ذلك مشهوراً، واثمل بهم مضروباً)(٤).
قال: (ومن أخلاقهم الإعراض عن النظر في العواقب، فلا تجدهم يدّخرون عندهم زاداً كما هي عادة غيرهم من سكان البلدان، بل يتناولون أغذية كل يوم من الأسواق بكرة وعشياً)(٥).
(١) سوّاس: جمع سائس: وهو من يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها. (ابن منظور، لسان العرب، ١٠٨/٦).
(٢) المقريزي، إغاثة الأمة، ص٧٥ -٧٦ باختصار.
(٣) التُّرَّهات: جمع تُرَّهَة، وهي الباطل من الشيء. (الجوهري، الصحاح، ٢٢٢٩/٦ وابن فارس، مجمل اللغة، ص ١٤٧).
(٤) المقريزي، الخطط ١ / ٩١.
(٥) المقريزي، الخطط ١/ ٩٣.
29