Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
پوهندوی
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
- الأشرف شعبان بن حسين بن قلاوون:ابن عم المنصور، تولى سنة ٧٦٤هـ وعمره عشر سنين(١)، وقد حدث في عهده استيلاء الفرنج على الإسكندرية، وذلك سنة ٧٦٧هـ، وذلك أن الفرنج وصلوا إلى مدينة الإسكندرية في أواخر الشهر المحرّم، فلم يجدوا بها نائباً، ولا جيشاً، ولا حافظاً للبحر، ولا ناصراً، فدخلوها وعاثوا في أهلها فساداً، وقتلوا وسلبوا وأسروا، ورجعوا إلى بلادهم بعد أن أقاموا بها خمسة أيام، وقد أسروا خلقاً كثيراً يقدرون بأربعة آلاف، وأخذوا من الأموال ما لا يُحدّ ولا يوصف، فكانت ردة فعل الحكّام بأن يُمسَك النصارى بالشام جملةً واحدة، وأن يأخذ منهم ربع أموالهم لعمارة ما خرب من الإسكندرية، ولعمارة مراكب تغزو الفرنج، وقد عارض العلماء ذلك، فأفتوا أنه لا يجوز أن يؤخذ من أموال النصارى الدرهم الفرد زيادة على الجزية، ولكن لم يُسمع لهم(٢). فكانت هذه الواقعة من أشنع ما مرّ بالإسكندرية من الحوادث، وبسببها اختلت أحوالها واتضع أهلها وقلّت أموالهم.
وفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة اتفق مماليك السلطان ومماليك أولاده المقيمين بالقلعة فأرادوا الأمير علي ليسلطنوه بدلاً عن أبيه الأشرف شعبان، فمسكوا الأمراء وأتوا بهم إلى القلعة فحبسوهم وأخذوا سيوفهم، ثم طلبوا السلطان حتى قتلوه خنقاً، ولقد قال عنه ابن دقماق: (إنه كان من حسنات الدهر، لم يُرَ ملك أحلم منه، كان هيّناً ليّناً حليماً محباً لأهل الخير، مقرباً للعلماء والفقراء، مقتدياً بالأمور الشرعية، ولم يكن فيه ما يُعاب، إلّا أنه كان محباً لجمع المال، وكانت مملكته أربعة عشر سنة، وكانت الدنيا في أيامه مطمئنة، وهادَنَهُ سائر الملوك، ومات وعمره أربع وعشرون سنة)(٣).
(١) ابن دقماق، الجوهر الثمين ص ٤٠٩، والمقريزي، الخطط ٤١٩/٣.
(٢) ابن كثير، البداية والنهاية ١٤/ ٣١٤- ٣١٥، والمقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك ٢٨٣/٤-٢٨٥.
(٣) ابن دقماق، الجوهر الثمين ص٤٣٢-٤٣٦.
19