Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
پوهندوی
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
فباعوهم، فلمّا تملّك الصالح نجم الدين أيوب - آخر ملوك الدولة الأيوبية بمصر - اشترى منهم نحواً من ألف مملوك، وجعلهم أمراء دولته وخاصته، وبطانته إذا سافر، وأسكنهم معه في قلعة الروضة، وسمّاهم البحرية، فلما مات الملك الصالح أحسّ الفرنج بشيء من ذلك، فبرزت البحرية، وحملوا على الفرنج حملةً منكرة حتى أزاحوهم وولّوا، فظهرت البحرية يومئذ واشتهرت، ثم لمّا قدِم السلطان توران شاه ابن الملك الصالح وأعلن بموته، ولم يكن أحد يتفوّه بموته بل كانت شجرة الدر تدبَّر أمور الدولة وتوهم الكافة أن السلطان مريض ولا سبيل للوصول إليه، أخذ توران شاه في تهديد شجرة الدر ومطالبتها بمال أبيه، وأساء مع المماليك التصرّف، فشقّ عليهم ذلك حتى قتلوه، وأجمعوا أن يقيموا بعده في السلطنة سريّة أستاذهم الملكة عصمة الدين أم خليل شجرة الدر الصالحية، وذلك سنة ثمان وأربعين وستمائة، فأقاموها في السلطنة وحلفوا لها، ورتبوا الأمير عز الدين أيبك التركماني - أحد البحرية - مقدّم العسكر الذي تزوجها بعد ذلك ونزلت له عن السلطة، لأن أهل الشام لم يوافقوا على سلطنتها(١).
وأما الملوك الذين عاصرهم الحافظ الولي العراقي من سلاطين البحرية فهم:
المنصور صلاح الدين محمد ابن المظفّر ابن قلاوون الصالحي: تولى السلطنة سنة ٧٦٢ هـ وكان عمره أربع عشرة سنة(٢).
= المماليك من الأتراك، مجلوبين من بلاد القفجاق - شمالي البحر الأسود - ومن بلاد القوقاز قرب بحر قزوين. وقد أجمع المؤرخون على أن الأتراك القفجاق امتازوا عن غيرهم من طوائف الترك بحسن الطلعة، وجمال الشكل، وقوة البأس، فضلاً عن الشجاعة النادرة. مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك ص٤٠٢.
ابن دقماق، الجوهر الثمين في سير الخلفاء والملوك والسلاطين ص ٢٥٥-٢٥٦، والمقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بـ((الخطط المقريزية)) ٤١٥/٣-٤١٣.
ابن دقماق، الجوهر الثمين ص ٤٠٥ وما بعدها، والمقريزي، الخطط ٤١٩/٣.
18