130

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

پوهندوی

حمزة أحمد فرحان

خپرندوی

دار الفتح

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۰ ه.ق

فقد اعترض فتواه هذه، فقال: (على أنّ ما ذكره الغزالي في تلك الصورة فيه نظر وقابل للنزاع، وينبغي صحة نذر التبرر ولو كان مجرد هبة لم يقصد فيها ثواب الآخرة ولا مكافأة إحسان، لأن الهبة مندوب إليها مطلقاً كما صرّح به الفقهاء) وقد وافق المتأخرون الحافظ العراقي في تضعيفه لفتوى الطبري والغزالي وهذا يؤكد صحة اجتهاد الولي العراقي على ضوء نصوص وقواعد المذهب.

طريقة عرضه لفتاواه:

تميّز الحافظ أبو زرعه العراقي في طريقة عرضه للفتاوى، بحيث يحرر محل السؤال تحريراً فقهياً، ويبين الأحكام التي تنبني عليه والأحكام التي تساعد على فهم المسألة. وفهم الخلاف فيها إن كان فيها خلاف، وكان يمهد لفتواه أحياناً قبل الجواب عليها بما يجب فهمه قبل التفصيل في الفتوى، كما كان ينبّه على القيود الفقهية التي يجب مراعاتها في ((فتاواه)) وكذلك القيود التي يجب أن تكون قد حدثت في الواقعة المسؤول عنها، ففي المسألة رقم (٩٠) قال أثناء جوابه: (ولا بدّ أن يكون الزوج المذكور أحاله بذلك لابنته، فإن الحوالة لا بدّ فيها من إيجاب وقبول) وانظر المسألة (١٢١).

وكان يستطرد في كثير من المسائل فيتعرض لأحكام أخرى متممة للفتوى وإن لم يسأل عنها السائل، وأحياناً يبني على المسألة احتمالات ويجيب عليها، وبذلك أغنى هذه الفتاوى بكثير من الأحكام والتفصيلات، ويظهر لطالب العلم تحرير محل السؤال الذي سأله عنه ويستفيد من المسائل الجديدة التي طرحها الإمام، كما يفيد السائل في الاطلاع على أدلة وتعليلات العلماء للمسائل، انظر المسألتين: (٦ و١٥٤).

وأيضاً كان من منهجه أن يذكر الأوجه المحتملة للمسألة إن كانت المسألة تحتمل أوجهاً متعددة، ثم بعد العرض يقوّي ويضعّف، ويبين ما اعتمده فيها مع تعليله لما اختاره، وبذلك يكون قد أعطى طالب العلم تدريباً عملياً على الفتوى والترجيح، انظر

128