305

الفرید په إعراب القرآن المجید کې

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

ایډیټر

محمد نظام الدين الفتيح

خپرندوی

دار الزمان للنشر والتوزيع

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

اتّخذتم عنده عهدًا فلن يخلف الله عهده.
﴿أَمْ تَقُولُونَ﴾: قد جوز أن تكون ﴿أَمْ﴾ هنا متصلة، بمعنى: على أي الحالين أنتم؟ كأنه قيل: أتقولون على الله ما لا تعلمون أم تقولون ما تعلمون؟ وأن تكون منقطعة على أن الكلام قد تم عند قوله: ﴿فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ﴾، ثم استؤنف الكلام بأَم على معنى: بل أتقولون على الله ما لا تعلمون؟ و﴿مَا﴾ من ﴿مَا لَا﴾ موصولة، وما بعدها صلتها، أو موصوفة وما بعدها صفتها.
﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨٢)﴾:
قوله ﷿: ﴿بَلَى﴾: ﴿بَلَى﴾ حرف، وله موضعان:
الأول: أن يكون إثباتًا لما بعد حرف النفي الواقع قبله خبرًا كان أو نهيًا، تقول: ما ضربت زيدًا، فيقول المثبت: بلى، أي: بلى قد ضربتَ. وتقول: لا تضرب زيدًا، فيقول: المثبت: بلى، أي بلى أَضْربُهُ، ومنه قوله سبحانه: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ... بَلَى﴾، أي: بلى تمسكم أبدا، بدليل قوله: ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، وقوله: ﴿مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى﴾ (١)، أي: بل عملتم السوء. وقوله: ﴿لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى﴾ (٢)، أي: بلى يبعثهم. ولو أتيت بنعم هنا لكنت معترفا بالمنفي.
والثاني: أن يقع جوابًا لاستفهام دخل على نفي فَحَقَّقَهُ، فيكون معناه التصديق لما قبله، وذلك قولك: ألم أُكْرِمْ فلانًا؟ ألم أَهْزِمْ جيشًا؟ فيقول

(١) سورة النحل، الآية: ٢٨.
(٢) سورة النحل، الآية: ٣٨.

1 / 305