وأما متى تبلغ العوالم المادية هذا المصير؛ ففي إمكان الحاسبين من العلماء أن يقدروا له أجلا بملايين ملايين السنين، وإنما يقال بالإجمال إن ما بقي من عمره أكثر مما مضى، فهل ينتج مما تقدم أنه «لا أبد» للوجود المادي بل هو متناه؟
إذن ماذا سيكون بعد، هل يستقر الوجود المادي على هذا النحو - ماذا يمنع أن يتجدد الدور؟ (5) البداية: عمر الأجرام
فيما تقدم كنا ننظر إلى الأمام في مراحل المادة ونتبين أنباءها في مستقبل الزمن إلى أن تضمحل، كنا نرى قدر المادة ينقص بالإشعاع، ونستنتج أن نهاية هذا الإشعاع اندثار آخر ذريرة من المادة، فإذا التفتنا إلى الوراء وجعلنا نتبين أنباء ماضي الزمن نرى أن مادة الأكوان كانت أكثر قدرا مما هي الآن، وكلما توغلنا في تبين الماضي رأينا الأجرام ألطف مادة وأكبر حجما، وأكثر قدرا، وجملتها أكثر وزنا، ولو كان المقام ذا سعة لكنا نبين أن أوزان النجوم كما بلغت إليه الآن لا تتفق مع تقدير عمر لها أكثر من 5 إلى 10 ملايين مليون سنة. وقبل ذلك كانت كلها في الحالة السديمية.
قدر العلماء هذا العمر للنجوم منذ ولادتها من السدم بناء على درس وزن النجم وحجمه، ومقدار سطوعه، وما يخسر من وزنه بالإشعاع كل عام، ومقدار تباعد الجرم الواحد عن الآخر ... إلى غير ذلك من الاعتبارات التي لا محل للتبسط فيها هنا. وإنما نذكر طريقة واحدة بسيطة لحساب عمر النجم منذ ولادته من السديم، نذكرها لكيلا يظن القارئ أن علماء الفلك الطبيعي يتكهنون تكهنا في تقدير أعمار النجوم من غير حساب وعلى غير قاعدة.
فلنتصور الآن أن الشمس والنجم قنطوروس الأول
الذي هو أقرب النجوم إلينا شرعا يتكونان من السديم متجاورين، ثم جعل كل منهما يتقلص فصارت المسافة بينهما تتسع رويدا رويدا إلى أن صارت الآن نحو 4,27 سنين نورية، أي 25 مليون مليون ميل. فإذا كنا نعرف معدل تقلص الشمس
3
وتقلص قنطوروس كل عام أمكننا أن نعلم كم من السنين مضى منذ ولادتهما إلى الآن، بقسمة المسافة بينهما على معدل تقلصهما السنوي. بمثل هذا الحساب مع إدخال اعتبارات أخرى وحسابات أخرى تختص بالإشعاع والسطوع ونقص الحرارة والنور ... إلخ؛ استطاع العلماء أن يقدروا نحو 5-10 ملايين مليون سنة. (6) عمر السدم والذريرات
وقبل أن تولد الأجرام كانت الذرات
Atoma
ناپیژندل شوی مخ