وجعل معه في الملائكة بعدد النجوم يحفظونه ومن أتى موضعه لا يريد إلا الصلاة فيه أن يتقبل منه فقال لي رسول الله- (صلى الله عليه وسلم)- في المنام:
قد فعل الله ذلك كرما وإحسانا وإني آتيه كل خميس وصاحباي وهابيل فنصلي فيه.
وبسنده إلى الزهري أنه قال: لو يعلم الناس ما في موضع الدم من الفضل لما هنأ لهم طعام ولا شراب إلا فيها.
وبسنده إلى هشام بن عمار قال: سمعت من يذكر عن كعب قال:
اختفى إلياس (عليه السلام) من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله الملك وولي غيره فأتاه إلياس وعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه خلق كثير.
وبسنده إلى ابن عباس- رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: اجتمع الكفار يتشاورون في أمري فقال- (صلى الله عليه وسلم)-: «ليتني بالغوطة بمدينة يقال لها: دمشق حتى آتي الموضع مستغاث الأنبياء حيث قتل ابن آدم أخاه، فأسأل الله أن يهلك قومي» (1).
وبسنده إلى مكحول عن ابن عباس- رضي الله عنه- قال: موضع الدم في جبل قاسيون موضع شريف كان يحيى بن زكريا وأمه فيه أربعين عاما وصلى فيه عيسى ابن مريم والحواريون فمن أتى ذلك الموضع فلا يقصر عن الصلاة والدعاء فيه فإنه وضع الإجابة ومن أراد أن يأتي إلى ربوة ذات قرار ومعين فليأت في الغرب الأعلى بين النهرين و(ليصق) (2) إلى المغار في جبل قاسيون فليصل فيه فإنه بيت عيسى وأمه وكان معقلهم أي حصنهم من اليهود ومن أراد أن ينظر إلى إرم ذات العماد فليأت نهرا في حضرة دمشق ويمسي بريدا ومنها الموضع الذي بسفح جبل قاسيون المعروف بالكهف (3).
مخ ۳۴۴