أخبرنا الشيخ محمد الحائك المبعلي في جماعة الشيخ عبد الرحمن بن داود الدمشقي الساكن بصالحية دمشق والمخبر المذكور ثقة من أهل الخير والصلاح: أنه توجه إلى الكهف المذكور فرأى خادمة وعبدا وجماعة فأخبره أن بعض الحاضرين ذكر أن في الكهف المذكور مطلبا وأنهم عزموا على حفره قال: فطاوعهم على ذلك فدخلوا إلى المغارة التي عند الباب وحفروا هناك فظهر لهم حفر بلاطة كبيرة فقلعوها ونزلوا فوجدوا مغارة سعتها نحو خمسة أذرع أو أكثر وفي شماليها إيوان وعليه سبعة أنفس طوال مسجين بأكفانهم على هيئة العرب فتهيبوا أن يدنوا منهم ورجعوا إعادة البلاطة إلى موضعها.
وعلى الجملة فمدينة دمشق أكثر المدن أبدالا وأكثرها أهلا ومالا وزهادا وأعيادا ومساجد وهي لأهل معقل وعلى ذكر من توفي فيها وقبر بها.
أقول: روى أبو الحسن بن شجاع الربعي بسنده إلى الإمام الشافعي- رضي الله عنه وأرضاه- أنه قال: توفي عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بدمشق ودفن بها (1).
وروي أن أبي الدرداء وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد وأسامة بن زيد وحفصة بنت عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وأم حبيبة بالشام سنة اثنتين وأربعين ابنة أبي سفيان زوجتي رسول الله- (صلى الله عليه وسلم)- ماتوا بدمشق ودفنوا بها.
قال الحافظ الأقشهري وردت هذه الرواية بوفاة أم حبيبة بالشام سنة اثنتين وأربعين وقيل قبيل هذا، قالت عائشة رضي الله عنها: ودعتني أم حبيبة عند موتها، وقالت: كان بيننا ما بين الضرائر فاستغفر الله لي، فقلت: غفر الله لك، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك (2).
مخ ۳۴۵