22

Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

خپرندوی

دار ابن الجوزي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

ژانرونه

فأجاب بقوله: «قلتُ: المُشَبِّهُ في الجَحِيمِ المُوصَدِ» وهذا الجواب مقتضاه أنه يُكَفِّرُ المُشَبِّه، ولذا قال: إنَّ «المُشَبِّهُ في الجَحِيمِ المُوصَدِ» أي: في جهنم دار العذاب، الموصدة على أصحابها، نعوذ بالله من النار. و«المشَبِّه»: هو الذي يقول: إنَّ صفات الله مثل صفات عباده، فيقول: له سمعٌ كسمعي، وبصرٌ كبصري، ويدٌ كيدي، وحُبٌّ كحُبِّي، ونحو ذلك (١). وقد قال بعض أهل السنة: من شَبَّه الله بخلقه كَفَر، ومن جَحَدَ ما وَصَفَ الله به نفسه فقد كَفَر، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ تشبيهٌ (٢).

(١) أخرج ابن بطة في «الإبانة» (٣/ ٣٢٦ - ٣٢٧) بإسنادٍ صحيحٍ عن حنبل بن إسحاق أنه قال: قلتُ لأبي عبد الله -يعني: الإمام أحمد-: والمشبهة ما يقولون؟ قال: (من قال: بصرٌ كبصري، ويدٌ كيدي، وقدمٌ كقدمي فقد شَبَّه الله بخلقه). وكلامُ الإمامِ أحمدَ هذا ذَكَرَهُ شيخُ الإسلامِ ابن تيمية في كثيرٍ من كُتُبِهِ كـ «درء التعارض» (٢/ ٣٢)، و«بيان تلبس الجهميَّة» (١/ ٤٣٢ و٤٧٦) و(٢/ ١٦٥)، وذكره كذلك تلميذه ابن القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص ١٣٢)، وذكره غيرُهما. (٢) القائل هو: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ الخُزَاعيُّ -شيخُ البخاريِّ-. ومقولته هذه أخرجها ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٦٢/ ١٦٣)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (٢/ ٥٣٢)، والذهبي في «العلو» (ص ١٢٦)، وفي «العرش» (٢/ ٢٣٨)، وفي «السير» (١٠/ ٦١٠) وقال (١٣/ ٢٩٩): (وما أحسن قول نعيم بن حماد الذي سمعناه بأصحِّ إسنادٍ) ثم ذكره.

1 / 55