Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani
شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
ژانرونه
قال الناظمُ ﵀:
١٦. قالوا: فَأَنْتَ تَرَاهُ جِسْمًَا؟ قُلْ لَنَا ... قُلتُ: المُجَسِّمُ عِنْدَنَا كَالمُلْحِد
قوله: «قالوا: فَأَنْتَ تَرَاهُ جِسْمًَا؟ قُلْ لَنَا»، وفي نسخةٍ: «جِسْمًَا مِثْلَنَا»، أي: هل أنت ممن يقول ويعتقد بأن الله جِسْمٌ؟ «قُلْ لَنَا» أي: بَيِّن لنا.
ثم أجاب الناظم عن هذا السؤال بقوله: «قلتُ: المُجَسِّمُ عِنْدَنَا كَالمُلْحِدِ» وظاهرٌ من جوابه أنَّه ينفي أن يكون اللهُ جِسْمًَا، وأن من قال: إنَّ الله جسمٌ فإنَّه كَالمُلْحِدِ، هذا جوابه.
ووَصْفُ الله ﷿ بأنَّه جِسمٌ أو ليس بجسمٍ هو مما لم يتكلم به السلف، ولم يرد في كتاب الله، ولا في سنة رسوله ﷺ ذكر هذا اللفظ لا نفيًا ولا إثباتًا، وهكذا أهل السنة لم يتكلموا في رب العالمين بمثل هذا، فلم يقولوا: إنَّ الله جِسْمٌ، ولا إنَّ الله تعالى ليس بجسمٍ، ولا يرتضون إطلاق هذا اللفظ في النفي ولا في الإثبات، وذلك لأمرين:
أولًا: أنه لم يرد وصف الله بهذا اللفظ لا نفيًا ولا إثباتًا، وهم يقفون مع النصوص.
ثانيًا: أن لفظ «الجسم» لفظٌ مُجْمَلٌ يحتمل معاني كثيرة، منها ما هو حقٌّ يمكن إضافته إلى الله ﷿، ومنها ما هو باطلٌ لا تجوز إضافته إلى الله ﷿.
فالجسم له معنى لغوي، وهو الجسد والبدن، كما يقولون: الجسم والروح، قال تعالى عن طالوت: ﴿وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [البقرة:٢٤٧].
وله أيضًا معان اصطلاحيَّةٌ عند المتكلِّمِين، منها: الموجود، والقائم بنفسه، والمركَّب من الجواهر المفردة.
1 / 56