دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
مرات فنيت الثمانية فهما أيضا متداخلان. وتوافق العددين في جزء كالنصف مثلا أن لا يعد أقلهما الأكثر ولكن يعدهما عدد ثالث كالثمانية مع العشرين فإن الثمانية لا تعد العشرين لكن تعدهما أربعة فإنها تعد الثمانية بمرتين والعشرين بخمس مرات فهما متوافقان بالربع لأن العدد العاد لهما مخرج الجزء الوفق بينهما فلما عدهما الأربعة وهي المخرج للربع كانا متوافقين به وقس عليه.
فإن قلت: مخرج النصف أعني الاثنين يعدهما أيضا فهلا جعلتهما من المتوافقين بالنصف قلت المعتبر في هذه الصناعة مع تعدد العاد هو أكثر عدد يعدهما ليكون جزء الوفق أقل فيسهل الحساب. ألا ترى أن ربع الشيء أقل من نصفه وإن حسابه أسهل. ولا منافاة في أن يكون بين عددين توافق من وجوه متعددة كالاثني عشر والثمانية عشر فإنهما متوافقان بالنصف والثلث والسدس إلا أن العبرة في سهولة الحساب بتوافقهما في السدس الذي هو من أحدهما اثنان ومن الآخر الثلاثة. وتباين العددين أن لا يعد العددين المختلفين معا عدد ثالث أصلا كالتسعة مع العشرة فإنهما لا يعدهما معا شيء سوى الواحد الذي ليس بعدد عند المحققين.
واعلم أنه قد يعتبر التوافق بين عددين متداخلين لتوافقهما في الثلث أو الربع مثلا كما بين الثلاثة والستة وبين الأربعة واثني عشر سواء كان هناك عدد ثالث يعدهما أولا تسهيلا للحساب على الحاسب كما لا يخفى سيما على الفرائضي فافهم فإن قلت صيغة التفاعل موضوعة لوجود الفعل من الجانبين وقد وجد ذلك في جميع هذه الألفاظ إلا بالتداخل فإن أقل العددين المتداخلين داخل في أكثرهما ولم يدخل أكثرهما في أقلهما قلت نعم من جانب أقل العددين المتداخلين حقيقة الدخول ولكن من أكثرهما قبول دخول الأقل فيه وهو مشترك بينهما كما في قوله تعالى {وواعدنا موسى} . فمن الله تعالى الوعد ومن موسى قبوله. والحاصل أن باب التفاعل قد يجيء لقبول الفعل كالمفاعلة فافهم.
تباين الدارين: في اختلاف الدارين.
التبذير: بذل المال على وجه الإسراف.
التبكيت: الغلبة بالحجة والإلزام والإسكات.
التبادر علامة الحقيقة: اعلم أن التبادر قسمان استعمالي وتحقيقي.
(والتبادر الاستعمالي) هو أن يتبادر استعمال اللفظ في المعنى وهذا التبادر علامة كون اللفظ حقيقة في المعنى المستعمل فيه. و (التبادر التحقيقي) هو أن يتبادر تحقق المعنى المستعمل فيه في فرد مثلا إذا أطلق الوجود لا يتبادر منه استعماله في الوجود الخارجي حتى يكون لفظ الوجود حقيقة فيه بل يتبادر منه تحقق المعنى الكلي في ضمن الوجود الخارجي
مخ ۱۸۵