دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
البيت: في الدار إن شاء الله تعالى.
البيت العتيق: الكعبة وإنما سميت بها لسلامتها من عيب الرق لأنه لم يملكها ملك من الملوك. وسمي أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عتيقا لما مر في أحواله.
بينما وبينما: اعلم أن بين مصدر بمعنى الفراق فمعنى جلست بينكما جلست مكان فراقكما ومعنى جلست بين خروجك ودخولك جلست زمان فراقهما وهو لازم الإضافة إلى المفرد وحينئذ يكون مستعملا في المكان والزمان كما ذكرنا. وإذا قصد إضافته إلى الجملة أشبعت الفتحة فتولدت الألف ليكون دليلا على عدم اقتضائه للمضاف إليه لأنها إنما تؤتى للوقف أو زيدت ما الكافة الزائدة في آخره لأنها تكف وتمنع المقتضي عن الاقتضاء والمضاف إلى الجملة مضاف إلى مضمونها فكأنه مقطوع عن المضاف إليه وغير مقتض له وحين هذا الإشباع أو الكف لا يكون إلا من الظروف الزمانية دون المكانية. وفي بينا وبينما معنى المجازاة أي معنى الشرط وهو تعليق أمر بآخر. وقال صاحب اللباب أنهما لازمتا الإضافة إلى الجملة الاسمية ولما كان فيهما معنى المجازاة فلا بد لهما من الجواب ولكونهما من الظروف لا بد لهما من العامل والعامل فيهما إما جوابهما أو معنى المفاجأة.
وتفصيل: هذا الإجمال أن جوابهما لا يخلو من أن يكون مجردا عن كلمتي المفاجأة أعني (إذ) أو (إذا) أولا. فعلى الأول العامل فيهما هو جوابهما لعدم المانع كما في قول الأصمعي. فبينا نحن نرقبه أتانا. أي فأتانا بين أوقات نحن نرقبه. وعلى الثاني العالم فيهما معنى المفاجأة المفهوم من (إذ وإذا) كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم
- قال بينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها إذا التفتت البقرة إليه وقالت إني لم أخلق لهذا بل إنما خلقت للحرث فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم. وقال النبي -
صلى الله عليه وسلم - آمنت بهذا انتهى.
فكلمة (بين) في هذا الحديث الشريف بألف الإشباع مضافة إلى الجملة الاسمية وهي رجل يسوق بقرة قد حمل عليها. وفيها معنى المجازاة وقوله - صلى الله عليه وسلم
- إذ التفتت بقرة جوابها والعامل فيها معنى المفاجأة فمعنى قوله بينا رجل يسوق بقرة إذ التفتت بقرة إليه فاجأ التفات البقرة بين أوقات رجل يسوق بقرة. فإن قيل إن الجواب إذا لم يكن مجردا عن كلمة المفاجأة لم لا يكون عاملا في بينا وبينما قلنا جوابهما
حينئذ يكون مجرورا بإضافة (إذ وإذا) إليهما وما في صلة المضاف إليه لا يتقدم على المضاف.
اعلم أن هذه قصة سمعها النبي - صلى الله عليه وسلم - من الملك فحكاها - صلى الله عليه وسلم
- عند الناس ثم لما قال الناس متعجبين بقرة تكلم قال النبي -
صلى الله عليه وسلم - آمنت بهذا. أي صدقت الملك فيما سمعت منه من تكلم البقرة. و (تكلم) صيغة مضارع من باب التفعل بحذف إحدى التائين هكذا في حواشي صاحب الخيالات اللطيفة.
مخ ۱۷۸