158

دستور العلماء

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

خپرندوی

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى، 1421هـ - 2000م

كل زمان إلا واحد ففي كل زمان نفرض التطابق لا يمكن إلا باعتبار فرض وجود الآحاد فلا تطابق فيها بحسب نفس الأمر فينقطع بانقطاع الاعتبار. وكذا الأمور الموجودة المجتمعة الغير المترتبة إذ لا يلزم من كون الأول بإزاء الأول كون الثاني بإزاء الثاني. وهكذا إذا لوحظ كل واحد من الأولى واعتبر بإزاء كل واحد من الأخرى لكن استحضار النفس ما لا نهاية له مفصلة محال فينقطع بانقطاع الاعتبار. واستوضح لك بتوهم التطبيق الفرق بين الجملتين الممتدتين على الاستواء وبين إعداد الحصى فإن في الأولى إذا طبق أول إحداهما بأول الأخرى كان كافيا في وقوع أجزاء كل منهما بمقابلة أجزاء الأخرى بخلاف الحصى فإنه لا بد في تطبيقها من اعتبار التفصيل.

واعترض عليه المتكلمون: بأنه لا يخلو إما أن يتوقف التطبيق على ملاحظة الآحاد مفصلا وجعل كل جزء من أحدهما بإزاء أجزاء الأخرى أو يكفي ملاحظة وقوع أجزاء أحدهما بإزاء أجزاء الأخرى على سبيل الإجمال. فإن كان الأول يلزم أن لا يجري في الأمور المترتبة لأن الذهن لا يقدر على ملاحظة الأمور الغير المتناهية مفصلا سواء كانت مجتمعة أو لا . وأيضا التطبيق بهذا الوجه يعم الموجود والمعدوم فلا وجه لتخصيص الموجودة. وإن كان الثاني فهو متحقق في الأمور المتعاقبة أيضا إذ يحكم العقل بعد ملاحظة الجملتين مجملا حكما إجماليا بأنه إما أن يقع بإزاء كل جزء من إحداهما جزء من الآخر أو لا يقع فعلى الأول يلزم التساوي وعلى الثاني التناهي انتهى.

برهان التمانع: لإثبات توحيد واجب الوجود مشهور بين المتكلمين.

وتقريره أنه لو أمكن الإهان لأمكن بينهما تمانع بأن يريد أحدهما حركة زيد والآخر سكونه لأن كلا منهما في نفسه أمر ممكن. وكذا تعلق الإرادة بكل منهما أمر ممكن في نفسه إذ لا تنافي بين تعلقي الإرادتين بل التنافي إنما هو بين المرادين وحينئذ إما أن يحصل الأمران فيجتمع الضدان أولا فيلزم عجز أحدهما وهو دليل الحدوث والإمكان وعلامتهما لما فيه من شائبة الاحتياج المستلزم لهما فالتعدد مستلزم لإمكان التمانع المستلزم للمحال فيكون ذلك الإمكان محالا فيكون التعدد محالا أيضا لأن المستلزم للمحال محال لا ممكن فإن الممكن هو الذي لا يلزم من فرض وقوعه محال. وما في هذا التقرير من ماله وما عليه في كتب الكلام. ولم يتعرض بذكره هذا المستهام.

البرج: بالفتح البياض أو السواد الشديد وبالضم ما هو المشهور. وعند الحكماء هو الثاني عشر من اثني عشر قسما من أقسام منطقة الفلك الثامن أعني فلك البروج الذي فيه الكواكب الثابتات. وفوقه الفلك التاسع المسمى بالفلك الأطلس لكونه ساذجا عن الكواكب. ففلك البروج منقسمة بتلك الأقسام من الجنوب إلى الشمال. وآسامي البروج هكذا: الحمل - والثور - والجوزاء - والسرطان - والأسد - والسنبلة -

مخ ۱۶۴