دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
شيء هي وليس كذلك بل برهان اللم لا يفيد سوى ثبوت الحكم في الواقع ولا يفيد العلة أصلا فضلا عن أن علته ماذا بل هو مشتمل عليه في نفس الأمر ولعل هذا هو المراد انتهى. فسمى باسم الآن الدال على الثبوت والتحقق فإن قلت: الاستدلال بوجود المعلول على أن له علة ما كقولنا كل جسم مؤلف ولكل مؤلف مؤلف برهان لمي بالاتفاق مع أن الأوسط فيه وهو المؤلف بالفتح معلول للأكبر وهو المؤلف بالكسر مثل قولنا هذا محموم وكل محموم متعفن الإخلاط فإن الأوسط فيه أيضا معلول للأكبر أعني متعفن الإخلاط وهو برهان أني بالاتفاق.
فالحاصل أن تعريف اللمي غير جامع وتعريف الآني ليس بمانع قلنا المعتبر في برهان اللم كون الأوسط علة للوجود الرابطي للأكبر أي لثبوت الأكبر للأصغر لا للوجود المحمولي للأكبر أي لثبوته في نفسه والأوسط في الاستدلال المذكور علة لثبوت الأكبر أعني المؤلف (بالكسر) للجسم يعني علة لكونه ذا مؤلف (بالكسر) . والحاصل أن الأكبر هناك ليس هو المؤلف (بالكسر) بل الأكبر قولنا له مؤلف (بالكسر) فالمؤلف جزء الأكبر لا عينه. والأوسط في المثال الثاني وهو الحمى معلول لثبوت الأكبر أعني تعفن الإخلاط للأصغر فالسؤال ناش من اشتباه جزء الأكبر بالأكبر فالفرق بينهما واضح وكل من التعريفين مطرد ومنعكس. فإن قيل كون النتيجة يقينية معتبر في تعريف البرهان سواء كان لميا أو آنيا. ومذهب الشيخ الرئيس أن اليقين بالنتيجة لا يحصل إلا إذا استدل بوجود السبب على وجود المسبب. فعلى هذا يلزم أن لا يكون البرهان الآني برهانا لأنه لا يكون فيه استدلال من وجود السبب على وجود المسبب بل قد يكون بوجود المعلول على وجود العلة أو بوجود الملزوم على وجود لازمه أو بوجود غير ذي العلة على غير ذي العلة فيكون حينئذ استدلال لغير ذي العلة وهو ثبوت الأوسط للأصغر على غير ذي العلة وهو ثبوت الأكبر للأصغر. فإن قلت: من أين يعلم أن مذهب الشيخ ما ذكر قلنا: إن الشيخ أورد في برهان الشفاء فصلا لبيان أن العلم اليقيني لكل ما له سبب إنما يكون من جهة العلم بسببه انتهى.
وتوضيحه على ما يعلم من كلام السيد السند الشريف الشريف قدس سره على حواشيه على الشرح القديم للتجريد أن كل موجود له علة يكون ممكن الوجود جائز الطرفين فلا يحصل اليقين بوجوده إلا إذا علم بوجود سببه مثلا لزيد سبب. فإذا استدل على وجوده بوجود سببه يحصل اليقين بوجوده دائما. وإذا استدل بوجوده بالإحساس والرؤية فما دام زيد مرئيا ومحسوسا يحصل اليقين بوجوده وإذا غاب عن بصره يرتفع اليقين بوجوده. أقول فلا فرق بين الاستدلالين فإن حصول اليقين بوجود زيد ما دام مرئيا ومحسوسا كحصول اليقين بوجوده ما دام وجود سببه معلوما. نعم في غير المحسوس والمربي لا يحصل اليقين بوجوده إلا إذا علم بوجود سببه فافهم.
مخ ۱۶۱