دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
البراءة عن دعوى الأعيان صحيحة دون البراءة عن الأعيان. فإنها غير صحيحة. والمراد بصحة الأولى وعدم صحة الثانية أن المدعي لا يصح له أن يدعي بعد البراءة الأولى ولا تسمع دعواه بعدها لأنه أبرأ عن دعواه فلا يسمع. بخلاف البراءة الثانية فإنه لو ادعى بعدها تصح وتسمع فإنها عبارة عن الابراء عن ضمان الأعيان عند هلاكها لا عن البراءة عن دعواها صورة الأولى أن يقول قد برأت من هذه الدار أو قال قد برأت عن دعوى هذه الدار فهذا جائز حتى لو ادعى بعد ذلك وجاء ببينة لا تقبل. وصورة الثانية أنه قال أبرأتك عن هذه الدار أو قال أبرأتك عن خصومتي في هذه الدار فهذا وأمثاله باطل يعني له أن يخاصم بعد ذلك. ففرق بين قوله برأت وبين قوله أبرأتك فإن الأول براءة عن دعوى الدار والثاني إبراء عن ضمانها فله أن يدعيه بعده فافهم.
البرق: في الرعد إن شاء الله تعالى.
البرهان: في القاموس الحجة. وعند المنطقيين هو القياس المؤلف من اليقينيات سواء كانت بديهيات أو نظريات منتهية إلى البديهيات.
ثم اعلم أن البرهان لمي وأني - لأن الحد الأوسط في البرهان بل في كل قياس لا بد وأن يكون علة لحصول التصديق بالحكم الذي هو المطلوب أي لنسبة الأكبر إلى الأصغر في الذهن. وإلا لم يكن برهانا على ذلك المطلوب. فإن كان مع ذلك علة أيضا لوجود تلك النسبة في الخارج فالبرهان لمي كقولنا هذا متعفن الإخلاط وكل متعفن الإخلاط محموم فهذا محموم فتعفن الإخلاط كما أنه علة لثبوت الحمى في الذهن كذلك علة لثبوت الحمى في الخارج. وإن لم يكن علة للنسبة لا في الذهن ولا في الخارج فالبرهان أني سواء كان ذلك الأوسط معلولا لثبوت الحكم في الخارج أولا والأول يسمى دليلا والثاني لا يخص باسم بل يقال له برهان أني فقط. مثال الأول قولنا هذا محموم وكل محموم متعفن الإخلاط فهذا متعفن لإخلاط فالحمى وإن كانت علة لثبوت تعفن الإخلاط في الذهن إلا أنها ليست علة له في الخارج بل الأمر بالعكس. والحد الأوسط في الثاني قد يكون مضايفا للحكم بوجود الأكبر للأصغر كقولنا هذا الشخص أب وكل أب له ابن فله ابن. وقد يكون الأوسط والحكم معلولي علة واحدة كقولنا هذه الخشبة محترقة وكل محترقة مستها النار فهذه الخشبة مستها النار . وقد لا يكون كذلك وإنما سميا ببرهان اللم والآن لأن اللمية هي العلية والآنية هي الثبوت. وبرهان اللم يعلم منه علة الحكم ذهنا وخارجا لاشتماله على ما هو علة الحكم في نفس الأمر فسمي باسم اللم الدال على العلية. وبرهان الآن إنما يفيد علة الحكم ذهنا لا خارجا فهو إنما يفيد ثبوت الحكم في الخارج وأن علته ماذا فهو لا يفيد ذلك. وإنما قلنا فهو لايفيد ذلك كما في شرح التجريد لئلا يرد عليه ما قال الفاضل المدقق مرزا جان إنما هذه العبارة مشعرة بأن برهان اللم يفيد أن علة الحكم ماذا وأي
مخ ۱۶۰