يقول ابن النجار: شرفني الناصر بالإجازة، ورويت عنه بالحرمين، ودمشق، والقدس، وحلب، وبغداد، وأصبهان، ونيسابور، ومرو، وهمدان (^١)، وفي سنة إحدى وعشرين وست مئة بنيت دار الحديث الكاملية بالقاهرة بين القصرين، وجعل شيخها أبو الخطاب ابن دحية (^٢).
وقد روى الخليفة الظاهر بأمر الله أبو نصر الحديث عن والده بالإجازة، وروى عنه أبو صالح؛ نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الجيلي (^٣)، وهذا يدل على اهتمام الخلفاء في هذه الحقبة بالعلم والعلماء.
وبنى الخليفة المستنصر بالله أبو جعفر المدرسة المستنصرية، ورتب فيها الرواتب الحسنة لأهل العلم، كما بنى على دجلة من الجانب الشرقي مدرسة، ما بني على وجه الأرض أحسن منها، ولا أكثر منها وقوفًا، وهي بأربعة مدرسين على المذاهب الأربعة، وعمل فيها مارستانًا، ورتب فيها مطبخًا للفقهاء، ومُزَمَّلة للماء البارد، ورتب لبيوت الفقهاء الحصر والبسط، والزيت، والورق، والحبر، وغير ذلك، وللفقيه بعد ذلك في الشهر دينارًا، ورتب لهم حمامًا، وهو أمر لم يسبق إلى مثله (^٤).
وقد بلغ ارتفاع وقوف المدرسة المستنصرية في العام نيفًا وسبعين ألف مثقال، وكان ابتداء عمارتها في سنة خمس عشرة وست مئة، وتمت في سنة إحدى
_________
(^١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٩٨.
(^٢) انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٤٥٧.
(^٣) انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٤٦٠.
(^٤) انظر: تاريخ الخلفاء، ص ٤٦١.
1 / 13