وثلاثين، ونقل إليها الكتب، وهي مئة وستون حملًا من الكتب النفيسة، وعدد فقهائها مئتان وثمان وأربعون فقيهًا من المذاهب الأربعة، وأربع مدرسين، وشيخ حديث، وشيخ نحو، وشيخ طب، وشيخ فرائض، ورتب فيها الخبز والطبيخ، والحلاوة والفاكهة، وجعل فيها ثلاثين يتيمًا، ووقف عليها ما لا يعبر عنه كثرة، وفتحت في رجب، يوم الخميس، وحضر القضاة والمدرسون والأعيان، وسائر الدولة، وكان يومًا مشهودًا (^١).
وقال ابن النجار: وبيعت كتب العلم في أيام الخليفة المستنصر بالله بأغلى الأثمان؛ لرغبته فيها، ولوقفها (^٢).
ولقد ختم القرآن آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله على ابن النيَّار، فأكرمه يوم الختم ستة آلاف دينار، واستجاز له ابن النجار المؤيد الطوسي، وعبد المعز الهروي، وسمع منه بها شيخه أبو الحسن ابن النيار، وحدث عنه.
وحدث عنه بهذه الإجازة في حياته الباذرائي، ومحيي الدين ابن الجوزي.
وقد حدث عنه بمراغة ولده الأمير مبارك (^٣).
وهكذا نرى ازدهار العلم والحياة العلمية، وتشجيع الخلفاء للعلماء، ومشاركتهم في ازدهار العلم، وبنائهم للمدارس، والإغداق بالإنفاق عليها.
_________
(^١) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٦٣، وتاريخ الخلفاء، ص ٤٦٢.
(^٢) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٥٧.
(^٣) انظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٧٤.
1 / 14