المصرية فقاسه وشرع في البناء بحضوره وذلك في شعبان سنة إحدى وثلاثين وثمانمائةرثم رجع إلى القاهرة وأعلم السلطان بأمره فاستمر عند السلطان على ذلك وجعل على عمارته سيف الدين باك نائب قلعة حلب المنصورة فاهتم لذلك وشرع في عمارته والله تعالى جعل إتمامه على يديه وفي أيامه خلد الله ملكه ولم يحصل على المسلمين في بنائه في أيام السلطان الملك الأشرف صداع ولا غرامة ولا كلفة غير أنه استخرج له من القرى العامرة شيئا استعان به في عمارته وعمر على أساسه القديم بالأحجار الكبار
وأما قلعة حلب
فإن تيمورلنك أيضا خرب أسوارها وحرقها واستمرت خرابا إلى أن جاء الأمير سيف الدين جكم نائبا إليها من قبل السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق وادعى الأمر لنفسه فأمر ببناء القلعة وألزم الناس بالعمل في الخندق وتحرير التراب منه وجد في ذلك وخرب السوق المعروف بالغربي على كتف الخندق شرقي باب القلعة وكذلك خرب مكتب السلطان حسن الذي كان تجاه باب القلعة وكان شمالي حمام الناصري قنطرة كبيرة جدا مبنية بالحجارة الهرقلية وجانبها الشمالي على كتف الخندق يقال له باب القوس البراني وقنطرة أخرى غربي القنطرة المذكورة عند طرف سوق الخيل المنحدر منه إلى جهة دار العدل وكان سوق الخيل بين القنطرتين وكانت أيضا هي قنطرة كبيرة أعظم من القنطرة الأولى ويقال لها القوس الجواني فخربها جكم وبنى بهما في البرجين اللذين استجدهما وجد في ذلك فبنى أسوار القلعة كما كانت وبنى البرجين اللذين على باب القلعة الفوقاني وأمر ببناء قصر على سطح البرجين المذكورين فبناه ولم يسقفه وذلك في سنة تسع وثمانمائة فلما تسلطن الملك مؤيد شيخ وجاء إلى حلب أمر بتسقيف القصر وأمر أن تقطع له الأخشاب من بلاد
مخ ۶۶