واستمر سور حلب مرمما إلى أن جاء تيمورلنك وأخذ حلب وأخربها وحرقها وهدم أسوارها ثانيا وكانببعد ذلك كل من يجيء إلى حلب من النواب يأمر ببناء بعض شيء على غير الإحكام من السور إلى أن تسلطن الملك المؤيد شيخ وجاء إلى حلب في المرة الثالثة من قدماته سنة عشرين وثمانمائة وفحص عن أمر سور حلب القديم وركب بنفسه ودار على الأسوار وكنت معه فأمر ببناء الأسوار على ما كانت عليه قديما من باب العراق من جهة الغرب إلى باب الأربعين بناء محكما وأن يرمم السور البراني الذي من جهة خندق الروم فشرع في ذلك وأمر بجمع المال له من حلب وبلادها ومن غير بلادها على ما حكيناه في ترجمته فبني واستمر ذلك نحو ثلاث سنين وبني بناء محكما وأبراجا عظيمة وابتدى بالبناء من رأس قلعة الشريف من جهة الشرق أخذا إلى جهة الغرب ووصل البناء إلى القرب من باب الجنان من ناحية الغرب ومن ناحية الشرق إلى الغرب من اتجاه جامع الطواشي وكان عزم على أن يعمل بابا عند باب العراق وبابا عند باب الأربعين كما كان قديما فلما وصل البناء إلى هذه الأماكن توفي الملك المؤيد رحمه الله تعالى ثم إن السلطان الملك الأشرف برسباي خلد الله ملكه أمر بعمارة الأسوار البرانية وأن يبنى على خندق الروم وأبطل ما كان بني من جهة جامع الطواشي وحارة بزي وفك ذلك البناء من هناك وشرع في تكملته وكان قدم حلب لأجل عمل مصلحة السور حينئذ القاضي الرئيس زين الدين عبد الباسط ناظر الجيوش بالديار
مخ ۶۵