وإياكم والدخول في أمرنا هذا بطرف، والوقوف منه على حرف، فإن صلحت به دنياكم، ونلتم فيها لأجله مناكم توسطتم في دائرته، وكنتم من أرباب بدايته ونهايته، وإن نالكم بسببه ضيق المعاش، وأفضى بكم إلى هجر القرن والفراش، ولم تحظوا منه بالمرام، ولا حصلت مأربكم الدنيوية على التمام، نكصتم على أعقابكم وأيديكم بسخطكم، يا عجبا بكم، فتلك والله كرة فاضحة، وصفقة غير رابحة، بل تجارة خاسرة في الدنيا والآخرة، قال ربكم سبحانه وتعالى: ?ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين?[الحج: 11] وقال نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عنه الإمامان العظيمان زيد بن علي والهادي إلى الحق عليه السلام : «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل بايع إماما عادلا فإن أعطاه شيئا من الدنيا وفى له، وإن لم يعطه شيئا لم يف...» الخبر(1) وقد جعل الله هذه الشيمة من سجايا المنافقين، ونعاها عليهم في كتابه المبين، فقال: ?فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون?[التوبة: 58].
مخ ۳۷۲