357

در منظوم

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

ژانرونه

شعه فقه

واعلموا زادكم الله علما، وأولاكم لما هو الأولى بكم فهما، إنه مما يصلح به الحال بين الإمام والرعية، ويستمر به أمرهم وعقائدهم على الطريقة المرضية، أن يكونوا لحسن الظن ألفين، وعن مناهج سوء الظن متجانفين، ولدواعي التوهمات الفاسدة مخالفين، فاعلموا أرشدكم الله على ذلك، واسلكوا فيه أبعد المسالك عن المهالك، واعتمدوا قول المولى الحكيم المالك: ?ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا?[الحجرات:12] وناهيك بهذه الآية الكريمة مورثة لهذه الخلائق الذميمة بغضا، والذي يليق بمن بلغه شيء يستنكره بادي الرأي أن يتثبت أولا فيما يرفع إليه، ولا يقع في نفسه ولا يعمل عليه إلا بعد أن يعلم صحة الرواية بإحدى طرق العلم والدراية، فكم مختلق نقل ما لم يكن، بهتا واكتذابا، وغير متحقق حكى الأمر على غير صفته، خبطا في الرواية واضطرابا، وهذا شيء قد تكاثر في هذا الزمان ولم يكد يسلم منه لسان، فالله المستعان، ومتى صح للغائب ما نقل عنا، وثبت بغير شك صدوره منا، فقد صار كالخاص المشاهد، وحكمهما حينئذ بلا شك واحد، وهو النظر في محامل السلامة وعدم المسارعة إلى الملامة، فقد يكون للصورة الواحدة وجوه واسعة متعددة، وهي في الوقوع على بعضها مستقبحة، وعلى البعض الآخر مستحسنة مستصلحة، فمتى لم يقع تنبيه على هذا الوجه الذي يكون ذلك الفعل بوقوعه عليه حسنا، وصار خفيا في نظره لا بينا، فالواجب حينئذ البحث والسؤال، على وجه يعرف المخلص لا على جهة الجدال، وعلينا حينئذ الإنصاف في الجواب، والإيضاح لمنهج الصواب، مع الانبساط وإظهار اليسر بما يرد من هذا القبيل والبساط، والبناء على الرجوع إلى الحق المبين، وعدم التمادي في الباطل المتعين، بل بعد المباحثة فيما يعرض من مشكلات السيرة تحننا علينا، وإحسانا إلينا، وتزلف من فعل ذلك تدينا، وتثبتا في أمر دينه لدينا.

مخ ۳۷۳