ولما رأيت الثوب يعفي قرينه، # لبست إليك الشرعبي المعضدا (1)
ولو كان لا يجني على المرء بأسه # لدرعني العزم الدلاص المسردا (2)
وليل دفعناه إليك، كأنما # دفعنا به لجا من اليم مزبدا
وشمس خلعناها عليك مريضة، # وكنا لبسناها رداء موردا
وملك أنفنا أن نقيم ببابه، # فزودنا زاد امرئ ما تزودا
وأمرد حي ملتح بلثامه، # يطول جوادا قادح السن أجردا (3)
رأى أرجل الخوص الخماص كأنما # تسالب أيديها النجاء العمردا (4)
تركنا لأيدي العيس ما خلف ظهرها # ومن ذل في دار رأى البعد أحمدا
وسرنا على رغم الظلام كأننا # بدور تلاقي من جنابك أسعدا
تركت إليك الناس طرا كأنني # أرى كل محجوب بعيرا معبدا (5)
فيا ليت رعيان القضيمة خبروا # بأني رعيت العز غضا مجددا (6)
فلله نور في محياك، إنه # يمزق جلبابا من الليل أربدا (7)
ولله ما ضمت ثناياك، إنها # ثنايا جبال تطلع البأس والندى
أغر ضوأها، يا قبلة المجد إنني # أرى غرر الآمال نحوك سجدا (8)
وأنت الذي ما احتل في الأرض مقعدا # من الحد إلا اشتق في الجو مصعدا
إذا ظمئت عيس إليك، فإنما # حقائبها تروي لجينا وعسجدا
غ
مخ ۲۶۸