أخوذ على أيدي المطامع بالنوى # نزاعا، وما يزداد إلا تبعدا (1)
إذا ركبت آماله ظهر نية، # رأيت غلاما غائر الشوق منجدا (2)
غذي زماع لا يمل كأنما # يرى الليل كورا والمجرة مقودا (3)
يلثم عرنين الحسام بهمة # تكلفه خوض الليالي مجردا (4)
أيا خاطبا ودي على النأي، إنني # صديقك إن كنت الحسام المهندا
فإني رأيت السيف أنصر للفتى، # إذا قال قولا ماضيا أو توعدا
أرى بين نيل العز والذل ساعة # من الطعن تقتاد الوشيج المقصدا (5)
فمن أخرته نفسه مات عاجزا، # ومن قدمته نفسه مات سيدا
إذا كان إقدام الفتى ضائرا له، # فما المجد مطلوبا، ولا العز مفتدى
فدى لابن عباد ضنين بنفسه، # إذا نقض الروع الطراف الممددا (6)
ودبر أطراف الرماح، وإنما # يدبر قبل الطعن رأيا مسددا
به طال من خطوي، وكنت كأنني # مشيت إلى نيل المعالي مقيدا
ومن مات في حبس المذلة قلبه # رأى العز في دار المذلة مولدا
يسر الفتى حمل النجاد، وربما # رأى حتفه في صفحتي ما تقلدا
لنال المعالي من يدل بنفسه، # ولا يذخر الآباء مجدا موطدا (7)
وما يستفاد العز من شيمة الفتى # إذا كان في دين المعالي مقلدا
أبا قاسم هذا الذي كنت راجيا، # لأرغم أعداء، وأكبت حسدا
إذا جزعت أيامنا كنت معقلا؛ # وإن ظمئت آمالنا كنت موردا
مخ ۲۶۷