تبركت الأيدي بتسوية الثرى
على جبل راسي الأناة على هضب
أغار لهم ماء الجموم بعبرة
أم أنبت في أيديهم كرب الغرب ؟
فيا ليتني شاهدت نعشك إذا مشى
حواليه : لا أهلي حفاة ولا صحبي
ودفنك بالأيدي الغريبة والتقت
مع الموت في إخفاء شخصك في حدب
فأبسط خدي فوق لحدك رحمة
وتسفي عليه الترب عيناي بالهدب
أرى جسمك المرموس من روحه عفا
وأصبح معمورا به جدث الترب
فلو أن روحي كان كسبي وهبته
لجسمك ، لكن ليس روحي من كسبي
ولو تنظم الأحساب يوما قلائدا
لقلد منها جوهر الحسب اللب
أبا الحسن الأيام تصرع بالغنى
وتعقب بالبلوى وتخدع بالحب
مصابك فيها من مصابي وجدته
وحزنك من حزني وكربك من كربي
مخ ۵۳