البحر : بسيط تام ( إلى متى منكم هجري وإقصائي
ويلي وجدت أحبائي كأعدائي
هم أظمأوني إلى ماء اللمى ظمأ
ترحل الري بي منه عن الماء
وخالفوني فيما كنت آمله
منهم ورب دواء عاد كالداء
أعيا علي ، وعذري لا خفاء به ،
رياضة الصعب من أخلاق عذراء
يا هذه ، هذه عيني التي نظرت
تبل بالدمع إصباحي وإمسائي
من مقلتيك كساني ناظري سقما
فما لجسمي فيء بين أفياء
وكل جدب له الأنواء ماحية
وجدب جسمي لا تمحوه أنوائي
إني لجمر وفاء يستضاء به
وأنت بالغدر تختارين إطفائي
حاشاك مما اقتضاه الذم في مثل
قد عاد بعد صناع نقض خرقاء
ما في عتابك من عتبى فأرقبها
هل يستدل على سلم بهيجاء
مخ ۱
ولا لوعدك إنجاز أفوز به
وكيف يروي غليلا آل بيداء
مؤنبي في رصين الحلم حين هفا
لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء
دع حيلة البرء في تبريج ذي سقم
إن المشار إليه ريق لمياء
مضنى يرد سلام العائدات له
مثل الغريق إذا صلى بإيماء
كأنه حين يستشفي بغانية
غير البخيلة يرمي الداء بالداء
ما في الكواكب من شمس الضحى عوض
ولا لأسماء في أتراب أسماء
مخ ۲
البحر : متقارب تام
نفى هم شيبي سرور الشباب
لقد أظلم الشيب لما أضاء
قضيت لظل الصبا بالزوال
لما تحول عني وفاء
أتعرف لي عن شبابي سلوا
ومن يجد الداء يبغ الدواء
أأكسو المشيب سواد الخضاب
فأجعل للصبح ليلا غطاء
وكيف أرجي وفاء الخضاب
إذا لم أجد لشبابي وفاء
وريح خفيفة روح النسيم
أطت بليلا وهبت رخاء
سرت وحياها شقيق الحياة
على ميت الأرض تبكي السماء
فمن صوت رعد يسوق السحاب
كما يسمع الفحل شولا رغاء
وتشعل في جانبيها البروق
بريق السيوف تهز انتضاء
فبت من الليل في ظلمة
فيا غرة الصبح هاتي الضياء
مخ ۳
ويا ريح إما مريت الحيا
ورويت منه الربوع الظماء
فسوقي إلي جهام السحاب
لأملاهن من الدمع ماء
ويسقي بكائي ربع الصبا
فما زال في المحل يسقى البكاء
ولا تعطشي طللا بالحمى
تداني على مزنة أو تناءى
وإن تجهليه فعيدانه
لبست النعيم بها لا الشقاء
~ يطيب طيب ثراها الهواء
ولي بينها مهجة صبة
تزودت في الجسم منها ذماء
ديار تمشت إليها الخطوب
كما تتمشى الذئاب الضراء
صحبت بها في الغياض الأسود
وزرت بها في الكناس الظباء
وراءك يا بحر لي جنة
ليس النعيم بها لا الشقاء
مخ ۴
إذا أنا حاولت منها صباحا
تعرضت من دونها لي مساء
فلو أنني كنت أعطي المنى
إذا منع البحر منها اللقاء
ركبت الهلال به زورقا
إلى أن أعانق فيها ذكاء
مخ ۵
البحر : سريع
اشرب على بركة نيلوفر
محمرة النوار خضراء
كأنما أزهارها أخرجت
ألسنة النار من الماء
مخ ۶
البحر : مخلع البسيط
زارت على الخوف من رقيب
كظبية روعت بذيب
كافورة في بياض لون
ومسكة في ذكي طيب
كادت تروي غليل صب
فؤاده منه في لهيب
من ثغب بارد حصاه
منظم اللؤلؤ الشنيب
حتى إذا ما طمعت منه
بحسوة الطائر المريب
ولت فقل في طلوع شمس
قد أخذت عنه في الغروب
كان زمان اللقاء منها
أقصر من جلسة الخطيب
مخ ۷
البحر : كامل تام
ودجنة كالنفس صب على الثرى
مزقت منها بالسرى جلبابا
زرت الحبائب ، والأعادي دونها
كضراغم تذكي العيون ، غضابا
ووطئت دون الحي نار عداوة
لو كان واطئها الحديد لذابا
بهوى أشاب مفارقي ولو أنه
يلقى على شرخ الشباب لشابا
في متن ناهبة المدى يجري بها
عرق تمكن في النجار وطابا
بزبر جديات إذا علت الصفا
وقعت بواطنها عليه صلابا
ونكاد نشرب من تسامي جيدها
ماء تسوق به الرياح سحابا
ذعرت غراب الليل بي فكأنني
لأصيده منها ركبت عقابا
ومصاحبي عضت كأن فرنده
نمل مصاحبة عليه ذبابا
فكأن شمسا في تألق مائه
مجت عليه مع الشعاع رضابا
مخ ۸
والصبح قد دفع النجوم عبابه
كأنه سيل يسوق حبابا
مخ ۹
البحر : وافر تام
أراك ركبت في الأهوال بحرا
عظيما ليس يؤمن من خطوبه
تسير فلكه شرقا وغربا
وتدفع من صباه إلى جنوبه
وأصعب من ركوب البحر عندي
أمور ألجأتك إلى ركوبه
مخ ۱۰
البحر : كامل تام
فارقتكم وفراقكم صعب
لا الجسم يحمله ولا القلب
قتل البعاد فما أشير به
حتى تمزق بيننا القرب
أمقيمة والركب مرتحل
بالصبر عنك ترحل الركب
كم ذا يزور البحر بحر أسى
في العين منك جمانه رطب
ما كان نأيي عن ذراك قلى
فيموت بعد حياته الحب
إنى لأرجو السلم من زمن
قامت على ساق له حرب
والدهر إن يسعد فربتما
صلح الجموح وذلل الصعب
مخ ۱۱
البحر : سريع
من لي بطيب الوصل من غادة
وهي كعاب عندها الشيب عاب
تسود الحناء في كفها
عشقا لمسود عذار الشباب
كف من الكافور هذي التي
أرى من المسك عليها خضاب
مخ ۱۲
البحر : بسيط تام
وجد عن الدمع فض الختم فانسكبا
به أردت خمود الجمر فالتهبا
وما تيقنت أن الماء قبلهما
يكون للنار ما بين الحشا حطبا
مخ ۱۳
البحر : كامل تام
صب يذوب إلى لقاء مذيبه
يستعذب الآلام من تعذيبه
عمى هواه عن الوشاة مكتما
فجرت مدامعه بشرح غريبه
كم لائم والسمع يدفع لومه
والقلب يدفع قليه بوجيبه
ملك القلوب هوى الحسان فقل لنا
كيف انتفاع جسومنا بقلوبه
وبم السلو إذا بدا لي مثمرا
خوط يميس على ارتجاج كثيبه
والشوق يزخر بحره بقبوله
ودبوره وشماله وجنوبه
وبنفسي القمر الذي أحيا الهوى
وأماته بطلوعه وغروبه
قرنوا بورد الخد عقرب صدغه
وذروا تراب المسك فوق تريبه
والعين حيرى من تألق نوره
والنفس سكرى من تضوع طيبه
في طرفه مرض ، ملاحته التي
ألقت علي أنينه بكروبه
مخ ۱۴
أعيا الطبيب علاجه ، يا سحره
ألديك صرف عن علاج طبيبه
إني لأذكره إذا أنسى الوغى
قلب المحب المحض ذكر حبيبه
والسيف في ضرب السيوف بسلة
في ضحكه ، والموت في تقطيبه
وأقب كاليعسوب تركب متنه
فركوب متن البحر دون ركوبه
متقمص لونا كأن سواده
غمس الغراب الجون في غربيبه
يرميك أول وهلة بنشاطه
كالماء فض الختم عن أنبوبه
بقديم سبق يستقل ببعضه
وكريم عرق في المدى يجري به
وبأربع جاءتك في تركيبها
بالطبع مفرغة على تركيبه
فكأن حدة طرفه وفؤاده
من أذنه نقلت إلى عرقوبه
ألقى على الأرض العريضة أرضه
ثم اشتكى ضيفا لها بوثوبه
مخ ۱۵
وجزى ففات البرق سبقا وانتهى
من قبل خطفته إلى مطلوبه
فلشبه دهمته بدهمة ليله
أمسى يفتشه بفرط لهيبه
ويرش سيفي بالنجيع مصارعا
للأسد يسكنها بذيل عسيبه
ومهند مثل الخليج تصفقت
طرق النسيم عليه من تنشيطه
ربته في النيران كفا قينه
فهو الزناد لهن يوم حروبه
وكأنما في مائه وسعيره
نمل يسير بسحبه ودبيبه
وإذا أصاب قذال ذمر قده
ومشت يدي معه إلى مرغوبه
وكأنما اقتسم الكمي مع الردى
ليكون منه نصيبه كنصيبه
مخ ۱۶
البحر : متقارب تام
طربت متى كنت غير الطروب ؟
فلم أعر طرف الصبا من ركوب
فيوما إلى سبي زق روي
ويوما إلى صيد ظبي ربيب
ومهما كبا بي فمن نسوة
يوافقها بين كأس وكوب
ليالي بين المها غيرة
علي تخوض بها في حروب
ولو أن قدح شبابي أجيل
على الشمس لأختارها في نصيب
وتزحمني كل فتانة
بتفاحة غلفتها بطيب
ويطلقني من عقال العناق
صباح ينبه عين الرقيب
وفي كبدي جرح لحظ عليل
وفي عضدي عض ثغر شنيب
وريحانة أمها كرمة
تنفس في كف غصن رطيب
معتقة في يدي راهب
على دنها ختمه بالصليب
مخ ۱۷
إذا أمرضتك وخفت الصبوح
فممرضها لك غير الطبيب
تباكر من صرفها شربة
فتاة الوثوب عجوز الدبيب
كأن الحباب لها جمة
معممة رأسها بالمشيب
إذا صب ماء على صرفها
رأيت له غوصة في اللهيب
فتخرج من قعرها لؤلؤا
ينظم للكأس فوق التريب
تناولتها ونسيم الرياض
ذكي النسيم عليل الهبوب
وغيد لطائف ألحانها
تنغمها لسرور الكئيب
فكل مقمعة بالعقيق
من الدر أغصان كف خصيب
تنبه مطرقة في الحجور
تغري الأكف بشق الجيوب
إذا أسمعت حسنات الغناء
شربنا عليها كؤوس الذنوب
مخ ۱۸
وسود الذوائب يسحبنها
كسعي الأساود فوق الكثيب
توافق بالرقص أقدامهن
يطأن بها نغمات الذنوب
يشرن إلى كل عضو بما
يحل به في الهوى من كروب
بسطنا لها وهي مثل الغصون
تميس بهبه الصبار والحبوب
على الأرض منا خدود الوجوه
وبين الضلوع خدود القلوب
مخ ۱۹
البحر : وافر تام
ألا كم تسمع الزمن العتابا
تخاطبه ولا يدري الخطابا
أتطمع أن يرد عليك إلفا
ويبقي ما حييت لك الشبابا
لم تر صرفه يبلي جديدا
ويترك هل الدنيا يبابا
وإن كان الثواء عليك داء
فبرؤك في نوى تمطي الركابا
وهمك هم مرتقب أمورا
تسيح على غرائبها اغترابا
وإن أخا الحزامة من كراه
كحسو مروع الطير الثغابا
فتى يستطعم البيض المواضي
ويستسقي اللهاذم لا السحابا
فصرف في العلى الأفعال حزما
وعزما إن نحوت بها الصوابا
وكن في جانب التحريض نارا
تزيد بنفحة الريح التهابا
فلم يمه الحسام القين إلا
ليصرف عند سلته الرقابا
مخ ۲۰