په ادبی او ټولنیزو مذهبونو کې مطالعات
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
ژانرونه
ولما عرفوا حياة المدن درجوا على عادة تنم على الحصافة وبعد النظر في تقويم أبدان الناشئة وخلائقها واستدامة الصلة بين روح البداوة وروح الحضارة العربية، وهي إرسال الأبناء في سن الطفولة إلى الصحراء ليتعودوا فيها مقاومة العناصر الجوية ومزاولة الصعاب ويتحرزوا بهذا الحرز الطبيعي من ترف المدنية ووباله على النفوس والأجساد، وطرأ بعد ذلك سبب آخر للمثابرة على هذه العادة إلى ما بعد أيام الجاهلية، وهو تصحيح اللسان من العجمة واللحن واستحياء خلائق المروءة العربية في الجيل الذي فارق الجزيرة إلى الأمصار القصية بعد الفتوح، ولم ينس أول خليفة أقام ملكه في الشام أن يرسل ابنه إلى باديتها ليتربى فيها على هذه السنة العربية العريقة، فنشأ يزيد بن معاوية مع أمه ميسون بنت بحدل الكلبية في صحراء بني كلب ، وأخذ من الصحراء خير ما كان فيها، وهو الفصاحة وحب الصيد ورياضة الحيوان.
وكانت للعرب صناعات خاصة، كالشعر والكهانة والطب والعيافة والدلالة يتعلمونها كذلك على أسلوب النقل والتلقين، فالشاعر يتبعه الراوية ويحفظ عنه شعره وشعر غيره ثم ينظم هو الشعر حين يقدر على نظمه، والكهان والأطباء والعيافون والأدلاء يصحبون أبناءهم وذويهم ليدربوهم ويزودوهم بأسرارهم، ويتركوهم من بعدهم خلفاء لهم على ذلك الميراث.
وربما اجتمع تعليم الحرب والأدب في أستاذ واحد كما يؤخذ من هذين البيتين:
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
أو ربما تعلم الولد في أحضان الأسرة كل هذا أو معظم هذا كما يؤخذ من هذين البيتين:
وربيته حتى إذا ما تركته
أخا الحرب واستغنى عن المسح شاربه
ناپیژندل شوی مخ