ولما ظهر كتاب (نهج البلاغة) الذي جمعه الشريف الرضي رحمه الله، وأورد فيه ما اختاره من كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام، انبرى بعض من المتأخرين والمغرضين إلى التشكيك في صحة نسبته إلى أمير المؤمنين عليعليه السلام، وبنوا ذلك على أسس أوهى من خيط العنكبوت، ومزاعم نسجتها خيالاتهم وأوهامهم، لا تثبت بها أدنى حجة، ولا يقبلها عقل ولا لب، وهم في كل تلك التشكيكات والمزاعم لم يضيروا (نهج البلاغة) وصحة نسبة ما فيه إلى الإمام علي عليه السلام بشيء، ولم يرجع ضرر تلك التخرصات والتقولات إلا على أصحابها، فكتاب (نهج البلاغة)، لم تبله تلك المزاعم ولم تؤثر فيه، فهو باق وموجود بين أيدي العلماء والدارسين منذ جمعه، يتناقلونه ويتدارسونه ويرويه خلف عن سلف، وتزداد شروحه والدراسات والكتابات والبحوث حوله يوما فيوما، وفي مختلف العصور منذ أن جمعه الشريف الرضي وإلى عصرنا الحاضر، وفي كل ذلك تظهر محاسنه فيزداد جمالا وبهاء، ويتسع ظهوره وانتشاره، وصدق من قال:
وبضدها تتبين الأشياء
وقول من قال:
مخ ۲۳