الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالخَامِسَةِ عَلَى جَدِّهِ رَجَبٍ، وَصَحِبَ وَالِدَهُ في رِحْلَتِهِ إِلَى "دِمَشْقَ" وَ"بَيْتِ المَقْدِسِ" وَ"مِصْرَ" وَ"الحِجَازِ" وَسَمِعَ - في زَمَنٍ مُتَقَدِّمٍ - عَلَى شُيُوْخٍ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ المُؤَذِّنُ الوَرَّاقُ (^١) سَمِعَ عَلَيْهِ "صَحِيْحَ البُخَارِيِّ" حُضُوْرًا فِي الرَّابِعَةِ مِنْ كِتَابِ "النِّكَاحِ" بِكَمَالِهِ. وَحَضَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحِيْمِ بنِ عَبْدِ اللهِ الزَّرِيْرَانِيِّ وَهُوَ صَغِيْرٌ، قَالَ (^٢): "وَحَضَرْتُ دَرْسَهُ وَأَنَا إِذْ ذَاكَ صَغِيْرٌ لَا أُحِقُّهُ جَيِّدًا" كَمَا حَضَرَ عَلَى عَلِيِّ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهُوَ صَغِيرٌ أَيْضًا قَالَ (^٣): "أَخْبَرَنَا [أَبُو] الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ البَغْدَادِيُّ بِهَا قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الخَامِسَةِ" وَقَالَ (^٤): "قُرِئَ عَلَى أَبي الرَّبِيْعِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبي الجَيْشِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسَبْعِمَائَةَ بِـ "بَغْدَادَ" أَخْبَرَكَ وَالِدُكَ. . ." وَسَمَعَ عَلَيْهِ هُوَ وَأَبُوْهُ مَعًا (^٥).
وأَجَازَ لَهُ صَفِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ البَغْدَادِيُّ (ت: ٧٣٩ هـ) (^٦) وَتوُفِّي عَبْدُ المُؤْمِنِ وَالحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ لَمْ يَتَجَاوَزَ الثَّالِثَةَ، وفي هَذَهِ الإِجَازَةِ حَدَّثَ عَنْهُ كَثِيْرًا في "ذَيْلِ الطَّبَقَاتِ" (^٧)، وَبَهَذِةِ الإِجَازَةِ أَيْضًا يَصِفُهُ بِـ "شَيْخِنَا" وَيُبِيْحُ لِنَفْسِهِ الرِّوَايَةَ عَنْهُ، قَالَ: "أَنْشَدَنِي شَيْخُنَا الإِمَامُ صَفِيُّ الدِّيْنِ في كِتَابِهِ لِنَفْسِهِ.
_________
(^١) الذَّيْلُ عَلَى طَبَقَاتِ الحَنَابِلَةِ (٤/ ١١٤)، وَهُوَ حَنْبَلِيٌّ لَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ المُؤَلِّفُ؟!.
(^٢) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٥/ ١٠٥).
(^٣) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (١/ ١٥١).
(^٤) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٣/ ٣٧٦، ٤٢١).
(^٥) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٤/ ١٤١)، وَمُعْجَمُ ابنِ رَجَبٍ "المُنْتَقَى" رقم (٢٨).
(^٦) المَصْدَرُ نَفْسُهُ (٤/ ٢٩٨).
(^٧) سَيَأْتي ذلِكَ في مَبْحَثَ شُيُوْخِهِ، يُنْظَرُ: الذَّيْلُ (٤/ ٨١).
المقدمة / 15